www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
بيان صادر عن المؤتمر 2/10/2005 ((مواقف 2005))
المؤتمر القومي العربي
Arab National Congress

بشور في مهرجان حماس في الذكرى الخامسة للانتفاضة 
·   الانتفاضة فاجأت الكثيرين بانطلاقتها وزخمها واستمراريتها بعد ان ظن كثيرون ان صفحة الصراع في فلسطين قد انطوت.
·   التداعيات الرئيسية للانتفاضة برزت داخل الكيان الصهيوني، فاربكت المشروع العقائدي، وهزت الصيغة السياسية، واعاقت نمو الاقتصاد.
·        واشنطن تحولت الى حارس مرمى في فريق شارون، مهمتها تغطية عدوانه ومنع محاسبته.
·   لو رفضت دولة عربية استقبال لجنة تحقيق دولية، كما فعلت تل ابيب يوم مجزرة جنين، فكيف كان سيتصرف المجتمع الدولي.
·   الانتفاضة حولت الكيان الصهيوني من مخفر حراسة امامي للمصالح الامريكية الى موقع مهتز يحتاج الى حماية الاساطيل الامريكية.
·   سكوت ريتر كشف حجم التنسيق بين لجان التفتيش الدولية في العراق وبين الموساد والمخابرات الامريكية والانكليزية.
·   احد اسباب الحرب على العراق دعم قيادته لذوي الاستشهاديين، والضغوط اليوم على سوريا ان فيها رئيساً ما زال يمتلك الشجاعة لاستقبال قادة فصائل المقاومة.
·   قادة التحرك الشعبي في مصر هم انفسهم قادة الهبة الشعبية المصرية من اجل فلسطين والعراق، والحركة الشعبية المغربية اسقطت عدة اختراقات تطبيعية.
·        كان الأجدر بلارسن أن يدعو الإسرائيليين إلى إقرار حق العودة بدلاً من الضغط لسحب السلاح الفلسطيني.
·   أنها لمفارقة غريبة ان تشتد التعبئة ضد الفلسطينيين والسوريين، ضد العروبة، فيما يشتد الترويج للامركة وللتدويل في كل مجال، تدويل الامن والقضاء والاقتصاد والثقافة والسياسة.
·        نسجل لعرفات انه بقي امينا لثوابت شعبه الوطنية، ولحماس انها رفضت الانزلاق الى الفتنة.
·   رغم التباينات والخلافات والحساسيات لا بد من قيام محور جهادي يمتد من كابول الى غزة مروراً بالقدرات الايرانية، والمقاومة العراقية، والممانعة السورية.
·   الهجمات الإسرائيلية على غزة رسالة احراج لبعض الحكام المهرولين باتجاه التطبيع، فاذا كانوا عاجزين عن دعم الفلسطينيين فليتوقفوا على الاقل عن دعم الإسرائيليين.

في المهرجان الشعبي الذي اقامته حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في بيروت في الذكرى الخامسة لانطلاق انتفاضة الاقصى، وبمناسبة مرور اسبوع على مجزرة جباليا، القى السيد معن بشور الامين العام للمؤتمر القومي العربي كلمة حول الاوضاع الفلسطينية والعربية الراهنة.
وقد تحدث في المهرجان ايضا الاخ محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والاخ غالب ابو زينب عضو المكتب السياسي لحزب الله، والنائب السابق اسعد هرموش رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية.

وفيما يلي نص الكامل للكلمة:
في يوم الانتفاضة وهي تدخل عامها السادس، في يوم شهداء جباليا وقد رووا بالدم انتصار شعبهم في غزة، تطل علينا جملة حقائق ومعان تستحق منا جميعا التأمل العميق والادراك الثاقب لدلالاتها على غير صعيد.
الحقيقة الأولى: إن هذه الانتفاضة قد فاجأت الكثيرين بانطلاقها وبزخمها منذ اللحظة الاولى، بل فاجأتهم بقدرتها على الاستمرار كل هذه السنوات في ظل حصار، كان، بالدرجة الاولى، حصاراً عربياً اغلق الحدود بوجه شعب فلسطين، كما اوقف كل اشكال الدعم والمساندة الجدية.
        وجوهر المفاجأة في المرتين ان كثيرين ظنوا ان صفحة الصراع في فلسطين قد طويت مع اتفاقية اوسلو، وان الرهان على العملية السياسية بات الرهان الاقوى، فاذا بفلسطين، كل فلسطين، تخرج كالمارد من قمم التسويات السياسية لتعيد الزخم لمسيرة الكفاح والجهاد، لا بل ان من اجمل معاني هذه الانتفاضة أن المشاركة فيها لم تنحصر في اراض محتلة عام 1967، بل حركت في عرب فلسطين 1948 انتماءهم الوطني الاصيل فكانت مسيراتهم، وكان شهداؤهم الابرار، شهادات على عروبة كل فلسطين.
تراجع المشروع الصهيوني
الحقيقة الثانية: ان هذه الانتفاضة قد فتحت صفحة جديدة في كتاب النضال الفلسطيني الاسطوري، وبدأت معها حقبة تاريخية في حياة فلسطين والامة لا بسبب حجمها وتأثيرها داخل شعب فلسطين فحسب، بل بسبب تداعياتها ونتائجها على الكيان الصهيوني ذاته الذي لم تشهد علاقاته الداخلية وبنيته السياسية اهتزازاً كما شهدتا بعد الانتفاضة، ولم يشهد اقتصاده ركوداً كما شهد مع الانتفاضة، ولم يعد الصهاينة من جديد الى طرح الاسئلة عن مصير كيانهم الغاصب كما كان الامر مع هذه الانتفاضة.
وعلى الرغم من كل ما يمكن ان يقال عن الانداحار الصهيوني من غزة، سلباً او ايجاباً، تعظيماً او تحجيماً، لكن احد لا يستطيع ان ينكر ان هذا الاندحار ما كان ممكنا ان يتم لولا الانتفاضة والمقاومة، وانه اذا كان الاندحار الثاني من ارض عربية دون شروط بعد الاندحار من جنوب لبنان، لكنه في فلسطين هو الاندحار الاول بكل ما يعنيه هذا الاندحار ومعه تفكيك المستعمرات، من دلالات تاريخية على مستقبل المشروع الصهيوني، ايديولوجية وسياسة ومصيراً.
وعلى الرغم من كل ما يقال عن خطورة بناء جدار الفصل العنصري الصهيوني على مستويات عدة، الا ان بناء هذا الجدار هو دون شك اعلان صريح عن انكفاء المشروع الصهيوني التوسيعي الى داخله، واعادته الى حجم الكيان الغاصب ذاته، أي الى نموذج "القلعة المحكمة الإغلاق" بعد أن سقط نموذج "السوق المفتوحة" الذي اراده بيريز في مشروعه "الشرق الأوسط الجديد".
واشنطن حارس مرمى في فريق شارون
اما الحقيقة الثالثة التي كشفتها هذه الانتفاضة فهي حجم الارتباط الوثيق بين المشروع الصهيوني والمشروع الامبريالي الغربي عموماً، والامريكي خصوصاُ.
فبالإضافة إلى الدعم العسكري والمالي الامريكي المنقطع النظير، تحولت الادارة الامريكية الى دور حارس المرمى في فريق شارون في الملعب الدولي، فكانت مهمتها المستمرة والدائمة تغطية العدوان الصهيوني، والحصار الصهيوني، ومنع اصدار أي قرار دولي بحق تل ابيب، بل على العكس السماح للدولة العبرية برفض تنفيذ أي قرار يتم اتخاذه كما جرى مع الرفض الصهيوني لوصول لجنة تقصي الحقائق الدولية في مجزرة جنين عام 2002، فعاد الفريق الدولي من جنيف الى نيويورك خائباً، واغمض المجتمع الدولي عينيه على هذا الرفض الاسرائيلي الصريح لقرار مجلس الامن.
ترى لو كانت دولة عربية رفضت هذا التحقيق الدولي فماذا كان سيفعل بها المجتمع الدولي؟.
من مخفر للحماية الى موقع يطلب الحماية
اما الحقيقة الرابعة المرتبطة بسابقتها فهي ان هذه الانتفاضة وتداعياتها العربية والاسلامية، قد حوّلت الكيان الصهيوني من مخفر حراسة أمامي للمصالح الامريكية والغربية في المنطقة، الى موقع مهتز تضطر الاساطيل الامريكية والحليفة ان تجتاز الاف الكيلومترات من اجل حمايته، كما كان الحال مع احتلال العراق الذي لم يخف الامريكيون الاعلان بان احد اهدافه هو "ضمان امن اسرائيل"، كما لم يخف بعض اركان البيت الابيض انهم ارادوا ان يدفع العراق وقيادته ورئيسه ثمن مساعدتهم لذوي الاستشهاديين والشهداء في فلسطين، معتبرة ذلك دليلاً على تورطهم بالإرهاب.
ان انتقال الكيان الصهيوني من مخفر امامي يحمي مصالح واشنطن، الى موقع مهدد يحتاج الى حماية واشنطن بدماء جنودها وبسمعتها الاخلاقية وباقتصادها المتعثر، هو احد ابرز التحولات الاستراتيجية الكبرى في تاريخ الصراع في المنطقة، والذي لن تخفيه كل الالاعيب والمناورات، بل ان هذا التحول ما كان ممكنا له ان يتم لولا الانتفاضة والمقاومة.
التنسيق بين الموساد ولجان التفتيش في العراق
الحقيقة الخامسة: إن هذه الانتفاضة التي رافقتها هبات شعبية في كل اقطار الوطن العربي، بل رافقتها تحركات عالمية كان ابرزها مؤتمر دوربان في جنوب افريقيا الذي جدد اعتبار الصهيونية حركة مرادفة للعنصرية، كانت دون شك شرارة اطلقت تفاعلات على غير صعيد، ووسعت اطار المجابهة بين الامة وأعدائها.
فما يجري اليوم في العراق من مقاومة باسلة واستثنائية اربكت المحتل ونقلت ازمته الى الداخل الامريكي، وبرغم كل محاولات تشويه صورة المقاومة واغراقها في فتن اهلية وعمليات اجرامية مشبوهة ضد الابرياء، كما جرى بالامس في بلد والحله، فان احداً لا يمكن ان يفصل هذه المقاومة عن انتفاضة فلسطين، في الاهداف والوسائل والاساليب، تماماً كما لا يمكن فصل الاحتلال الامريكي في العراق عن الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، اهدافاً واساليب ووسائل.
ولقد كشف سكوت ريتر ضابط البحرية الامريكي الذي تولى يوماً مهام التفتيش الدولي في العراق عن حجم التنسيق بينه وبين الموساد الصهيوني ووكالة الاستخبارات الامريكية وقال ان الموساد زوده بكل المعلومات عن مواقع الحرس الجمهوري في العراق، وكان يساعده في تحليل كل المخابرات الهاتفية التي كان يسجلها فريق التنصت البريطاني باشراف وتدريب المخابرات المركزية الامريكية.
وما تتعرض له سوريا، اليوم، وبالامس، من تهديدات وضغوط لا يمكن ايضاُ فصله عن موقفها الثابت في دعم الانتفاضة ونضال الشعب الفلسطيني، خصوصاً انه ما زال في سوريا رئيس يمتلك الشجاعة والجرأة على استقبال قادة الفصائل الفلسطينية، بينما يخشى كثيرون من حكامنا على السماح لبعضهم حتى بزيارة بلدانهم.
وما يجري في مصر من حراك شعبي يطالب بالتغيير الديمقراطي والاصلاح هو امتداد لتلك الحركة الشعبية المصرية التي رافقت انطلاقة الانتفاضة، وشكلت لجاناً لدعمها، وارسلت المؤن والمساعدات عبر رفح الى اهل فلسطين.
وليس من قبيل الصدف ان يكون قادة هذا الحراك الشعبي سواء من أدخل منهم السجن (كالاخ الغالي الدكتور عصام العريان المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي) أو من بقي منهم في الشارع ينتظر دوره "وما بدلوا تبديلاً"، هم انفسهم قادة تلك الهبة الشعبية في مصر من اجل فلسطين والعراق.
وفي المغرب، لم يكن ممكنا اسقاط العديد من المحاولات التطبيعية كمنع مؤتمر الحاخامات والائمة، ومنع مشاركة محامين اسرائيليين في مؤتمر الاتحاد الدولي للمحامين في فاس، ومنع المنظمة الدولية للتنمية الحضرية في طنجة خصوصا بعد ان عرف ان المسؤولة عن بناء الجدار العنصري والمستعمرات الاستيطانية الاسرائيلية تتولى منصب نائب الرئيس فيها، لم يكن ذلك كله ممكناً لولا ايضاً روح الانتفاضة وزخمها الذي ما زال مستمراً.
لبنان ومعادلة التدويل والفتنة
الحقيقة السادسة والتي تتصل بلبنان، فلقد اكدت هذه الانتفاضة الاسطورية ان ارض الصراع المثلى لشعب فلسطين ضد اعدائه هي ارض فلسطين، وان الكفاح الاجدى بالنسبة اليه هو كفاح الداخل الفلسطيني، وان الحق الابرز بين حقوق يجاهد الفلسطينيون في سبيلها هو حق العودة، وان كل الاضاليل والاكاذيب التي تروج عن انه يريد ارضاً غير ارضه، ووطناً غير وطنه، تكذبها شلالات الدم المنهمرة على ارض فلسطين.
وبهذا المعنى فلقد ساهمت هذه الانتفاضة، التي هي ايضاً بنت هذا التفاعل الخلاق بين مقاومة لبنان ومقاومة فلسطين، تماماً كما كانت المقاومة اللبنانية نفسها بنت هذا التفاعل، في تصحيح نظرة الكثير من اللبنانيين الى العلاقة الفلسطينية – اللبنانية بعد سلسلة اخطاء وخطايا وقعنا بها جميعاً، تماماً كما احرجت هذه الانتفاضة مخططات ومؤامرات تريد باستمرار تحريض فئات من اللبنانيين ضد اشقائهم العرب لاسيّما منهم ابناء فلسطين وسوريا.
ولعله من دواعي المرارة والاسى، ان يحاول البعض في لبنان، وفي الذكرى الخامسة للانتفاضة، ان يعيد انتاج خطاب ولغة ومنطق التحريض ضد اشقائنا الفلسطينيين ومخيماتهم، فتنبري مجموعات بالدعوة الى قتلهم، فيما تنطلق تصريحات من مسؤولين تحاول الايحاء بان الفلسطينيين يقفون وراء ما يشهده لبنان من جرائم وتفجيرات نعرف جميعاً انها تخدم مباشرة او بشكل غير مباشر مخططاً صهيونياً معروفا سعى، وما يزال، لتقسيم لبنان وتدمير صيغة عيشه المشترك، واعادة الاعتبار لفكرة الامن الذاتي والفدرالية، كما تؤدي هذه التفجيرات الى الغاء دور لبنان الاقتصادي والثقافي والحضاري المشع في المنطقة، والى توطين الفلسطينيين فيه على حساب حقهم المقدس في العودة، باعتبار ان التوطين هو الوجه الاخر للتقسيم.
ويؤسفنا ايضاً ان تكون مهمة تيري لارسن، احد الاوصياء الجدد في لبنان، هي اجراء الاتصالات مع قيادات فلسطينية وعربية ودولية لنزع السلاح الفلسطيني، وان يقوم بهذه الاتصالات في ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا بالذات التي لم يستطع المجتمع الدولي تنفيذ تعهداته بحمايتها، والتي انسحبت القوات المتعددة الجنسية من محيطها عشية الاجتياح الشاروني لها وارتكابه مع اعوانه المجزرة الشهيرة فيها، والتي لم يستطع المجتمع الدولي حتى اليوم من التحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها، بل نراه، مع الاسف ايضاً، يفتح منبره، وفي ذكرى المجازر بالذات، لمرتكب هذه المجزرة ويصفه بانه شجاع ورجل سلام .
وللسيد لارسن نقول وبكل بساطة اذا اردت فعلاً نزع السلاح الفلسطيني في لبنان، فلتذهب الى استاذك بيريز وكل المسؤولين الصهاينة، وتدعوهم الى تطبيق القرار الدولي 194 كي يعود الفلسطينيون الى ديارهم، فتحل مشكلتهم ومشكلة سلاحهم في آن.
وبهذه المناسبة، فاننا ندعو المسؤولين اللبنانيين المعنيين، سواء داخل الحكومة اوخارجها، ان يكفوا عن توجيه الانظار من جديد نحو الفلسطينيين، ففي ذلك تكرار لمأساة اليمة لا يريد احد العودة اليها، بل ندعوهم الى معالجة ملف الحقوق الانسانية والمدنية للاخوة الفلسطينيين في لبنان لكي يعيشوا بكرامة وعزّة وبقدرة على مواصلة النضال للعودة الى أرضهم.فكفى بعضنا اذعاناً لاملاءات تعدها في الاصل مطابخ في تل ابيب، وتتحمس لها اللوبيات في واشنطن، ويتبناها بعد ذلك المجتمع الدولي، ثم تجد من يروج لها في لبنان، سواء كانت هذه الاملاءات تستهدف المقاومة اللبنانية، اوالمقاومة الفلسطينية، وهما يشكلان مع المقاومتين العراقية والافغانية، والممانعة السورية، والقدرات الايرانية، عناصر القوة الرئيسية في المجابهة مع اعداء الامة، خصوصاً اذا نجحنا في قيام محور جهادي يمتد، رغم كل التباينات العقائدية والسياسية، وكل الخلافات والحساسيات التاريخية، من كابول الى غزة.
أنها لمفارقة غريبة ان تشتد التعبئة في اوساط سياسية واعلامية ضد الفلسطينيين والسوريين وضد العروبة، فيما يشتد ترويج هؤلاء لكل اشكال الامركة والتدويل، تدويل الامن، تدويل القضاء، تدويل الاقتصاد، تدويل الثقافة، تدويل السياسة، علما انه ما من مرة اتى التدويل الى لبنان الا وكان مصحوباً بالفتنة، فالفتنة تمهد للتدويل والتدويل يمهد للفتنة.
الرد على الفتنة بالتصويب على العدو
اما الحقيقة السابعة فهي ان هذه الانتفاضة قد علمتنا دروساً في كيفية صيانة الوحدة الوطنية رغم كل المؤامرات، وفي كيفية صوغ علاقات داخلية بين اطراف الساحة الوطنية وفي كيفية قيام تكامل ذكي، بين منطق السلطة والاعتبارات التي تتحكم به، وبين منطق المقاومة والمتطلبات التي يمليها.فلقد راهن الصهاينة بعد اتفاق اوسلو على اقتتال فلسطيني يمزق المقاومة الاصيلة لهذا الشعب، فخرجت عليهم الانتفاضة من رحم الوحدة الوطنية الفلسطينية تعزز هذه الوحدة تماماً كما تصون الوحدة هذه الانتفاضة.
وإذا كان التاريخ يسجل للقائد الشهيد ابو عمار أنه تمسك بنهج الانتفاضة والمقاومة وبالثوابت الفلسطينية حتى الرمق الاخير، ودفع ثمن ذلك حصاراً وسموماً ادت الى استشهاده، فان علينا أن نسجل للاخوة في حماس انهم، بقوا في كل الظروف الصعبة التي احاطت بهم، لاسيّما بعد اوسلو وحتى قبل ايام، امناء على الوحدة الوطنية حريصين على علاقاتهم بالفصائل الاخرى، وفي مقدمها فتح، بل انهم سجلوا في تاريخ حركات التحرر سبقاً استراتيجياً يحفظ لهم اليوم، وينبغي ان يستفاد منه، وخصوصاً في العراق هذه الايام، وهي انهم واجهوا كل ما تعرضوا له على يد بعض اجهزة السلطة من اعتقال وتعذيب واغتيال من خلال اصرارهم على توجيه البنادق نحو العدو، انه سبق استراتيجي شاركهم ايضاً فيه حزب الله في لبنان حين عض على جرحه بعد استشهاد 13 شهيداً من اعضائه في مسيرة شهيرة في 13 ايلول 1993، فلم تصرفه المجزرة عن توجيه سلاحه نحو المحتل، فانتصر على المحتل، وانتصر على الفتنة التي ارادوا ان يستدرجوه اليها.
وهذا الرد الاستراتيجي هو ما نحتاجه اليوم في العراق حيث يحاول المحتل واعوانه جر العراقيين الى فتنة فيما بينهم تحت هذا السبب او تلك، فتنة تشوه المقاومة وتضعفها، وفتنة تخدم المحتل وتطيل بقاءه، فليكن الرد بتوجيه كل البنادق وكل الجهود ضد المحتل، لان كل ما يعانيه العراقيون من ممارسات ومجازر وعمليات مشبوهة اليوم انما جاء مع الاحتلال، وهو سيرحل حتما مع رحيل المحتل.
ديمقراطية "الاتجاه الواحد"
الحقيقة الثامنة والاخيرة هي ان ما يجري اليوم في غزة من هجمات ومجازر صهيونية هو تأكيد ان ما جرى لم يكن انسحاباً صهيونياً على طريق التسوية السياسية، ولم يكن تحريراً لغزة اقدم عليه الصهاينة احتراماً لحق الشعوب في الحرية، بل كان "تحرراً" صهيونياً من "أعباء" غزة ومن تكاليف احتلالها، وكان اعادة انتشار في قطاع يحاولون ان يجعلوا منه اليوم سجناً كبيراً لشعب كبير.ولعل هذه الدماء الغزيرة المنهمرة اليوم في غزة وعموم فلسطين بفعل الهجمات الاسرائيلية كفيلة بأن تجعل بعض الحكام العرب والمسلمين يكفوا قليلاً عن الهرولة باتجاه التطبيع مع العدو، فالمعركة ما زالت في اولها، واذا كنتم عاجزين عن دعم الفلسطينيين، فامتنعوا على الاقل عن دعم المحتلين الصهاينة.
كما ان هذه الدماء الغزيرة تكشف ايضاً ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي، الذي تشيد لجنته الرباعية بشجاعة شارون وتتبنى مطلبه، ومطلب الادارة الامريكية، بمنع حماس والمنظمات المجاهدة من المشاركة في الانتخابات التشريعية، لتكشف من جديد اكذوبة "الديمقراطية الأمريكية"، وأسطورة أن "إسرائيل واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط".
        فالديمقراطية الامريكية تعترض على مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وتحرّم على اليساريين والاسلاميين المشاركة في الانتخابات الافغانية، وترفض وجود حزب الله في حكومة لبنان التي جاءت بها انتخابات امتدحت واشنطن نفسها نزاهتها، وتدعو الى اجتثاث البعث في العراق وتحول دون مشاركة مئات الالاف من البعثيين بنص دستوري غير مسبوق باي عملية ديمقراطية، انها "ديمقراطية الاتجاه الواحد"، "والخط الواحد" التي قالت الادارة الامريكية انها تسعى الى محاربتها، فاذا بها وباعوانها يسارعون الى تطبيقها وفق القاعدة " الديمقراطية " الشهيرة التي اعلنها بوش: "من ليس معنا فهو ضدنا".
وفي الختام، التحية كل التحية لارواح شهداء فلسطين والأمة، شهداء انتفاضة الأقصى من الطفل محمد الدره إلى الشيخ احمد ياسين، بل تحية الى شهداء كل الانتفاضات الفلسطينية، وشهداء المقاومة الفلسطينية وكل مقاومة عربية وإسلامية وعالمية.التحية لكل الجرحى والأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعراقيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني والأمريكي في فلسطين والعراق، وعلى بعد الاف الأميال في قاعدة غوانتانامو التي ستبقى مع سجني عسقلان وابي غريب وغيرهما من السجون الصهيونية وسجون الاحتلال في العراق، رمزاً لعصر "الديمقراطية وحقوق الإنسان" الأمريكي.
التحية لشعبنا الصامد في فلسطين شعب الوحدة الوطنية والديمقراطية الأصيلة، فالوحدة الوطنية في فلسطين هي صانعة الديمقراطية، والديمقراطية هي حامية الوحدة الوطنية.

التاريخ: 2/10/2005