أعلنت الادارة الامريكية من خلال ما يسمى بالمحكمة الجنائية العراقية العليا، قرار البيت الابيض باعدام الرئيس صدام حسين واثنين من رفاقه وبالسجن المؤبد لنائبه طه ياسين رمضان، ويشكل الاعلان عن هذا القرار الامريكي، والتوقيت الذي اختير له من طرف خبراء البيت الابيض، والاخراج والشكل الذي ظهر فيه، جزءا من مسارات الاحتلال وفصلا من فصول استهداف العراق.
ان الامين العام للمؤتمر القومي العربي، الذي لم يفاجأ باعلان قرار الادارة الامريكية في حق الرئيس صدام حسين، يؤكد:
- ان الرئيس صدام حسين اسير حرب وانه اعتبر كذلك منذ الوهلة الاولى لأسره، حسب الغزاة انفسهم، وأنه اسر من طرف قوات الاحتلال وهو رئيس دولة العراق.
- ان آخر من يمكن ان يحاكم العراقيين هو الادارة الارهابية الامريكية وعملاؤها في العراق، بعد كل المجازر التي ارتكبوها في حق الشعب العراقي والتي حصدت اكثر من سبعمائة الف عراقي، بالاضافة الى جريمة الحصار الذي امتد لاكثر من 12 سنة والذي تجاوز ضحاياه المليون ونصف المليون شهيدا، وما ارتكبوه ابان الغزو ويرتكبونه يوميا من تدمير للعراق بكل الوسائل، بما فيها اكثر اسلحة الدمار الشامل فتكا، كما ثبت في الفلوجة وغيرها، ومن اعتقال طال مئات الالاف من العراقيين، وتعذيب وتنكيل، كشف فظاعته سجن ابو غريب وسجون اخرى،ومن مداهمات وملاحقات لعلماء العراق واغتيالهم، ومن سعي حثيث لدفع العراق الى الحرب الاهلية ومحاولة تجزئته لنهب خيراته واستعباد شعبه الابي المقاوم.
- ان ما يسمى بالمحكمة الجنائية العراقية العليا لا تكتسي أية شرعية، فهي الية اسسها الاحتلال ووضع قوانينها وعين قضاتها وسيرها وما زال يسيرها.
- ان المسرحية التي سميت بالمحاكمة، وايا كانت طبيعة مضامينها، وبغض النظر عن صحة او عدم صحة هذه المضامين، تفتقد الى كل شروط المحاكمة العادلة التي تعتبر جوهر الحرية والعدل والمساواة، ولا ادل على ذلك من تغيير رئيس الهيئة لمجرد انه لم يخضع للتعليمات بصفة حرفية، وتهديد وملاحقة واغتيال اعضاء من هيئة الدفاع التي منعت من ممارسة ابسط حقوق الدفاع، بل وصدر الحكم دون السماح لها بتلاوة مستنتجاتها ودون اطلاع "القضاة" على تلك المستنتجات، مرورا بكل الخروق القانونية وانتهاء بتنفيذ المحكمة للتعليمات الامريكية بانعقادها واعلانها يوم عطلة ولغايات اصبحت مكشوفة للعيان.
- ان افشال مساعي الوحدة الوطنية ضد الاحتلال وعملائه هي من بين ما استهدفه الغزاة، باصدار قرارهم في هذا الظرف بالذات.
- ويؤكد الامين العام للمؤتمر القومي العربي، ان كل حكم يصدر والعراق تحت الاحتلال هو حكم فاقد للشرعية، وان الجهة الوحيدة التي تملك حق محاكمة اي كان من المسؤولين العراقيين، الحاليين والسابقين، في اطار القانون ومع توفير شروط المحاكمة العادلة للجميع هي الشعب العراقي، بعد ان يطرد الغزاة، ويستعيد حريته واستقلاله كاملا، ويمتلك مصيره.
- ينبه الامين العام للمؤتمر القومي العربي القادة العرب الى ضرورة رفض ومواجهة هذه المحاكمات الظالمة التي تتزعمها الادارة الارهابية الامريكية، بمواقف صارمة، وذلك لما لها من انعكاسات خطيرة على النظام العربي، ولانها تشكل سابقة خطيرة يمكن ان تتبع ضد اي قطر عربي من طرف اية قوى معادية.
- ويناشد الامين العام للمؤتمر القومي العربي كل ابناء الامة التصدي لهذا الفصل الجديد من فصول الاحتلال.
- كما يناشد كل مؤسسات ومنظمات حقوق الانسان القطرية والاقليمية والدولية التحرك السريع من اجل فرض احترام قواعد القانون الدولي، وتوفير شروط المحاكمة العادلة للجميع، والغاء القرار الظالم باعدام الرئيس صدام حسين والعمل على الغاء عقوبة الاعدام.

الامين العام للمؤتمر القومي العربي
         خالد السفياني

الرباط في 14/11/2006