بيان من المؤتمرات الثلاثة
المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي – الاسلامي، والمؤتمر العام للاحزاب العربية
حول قرار الكونغرس الامريكي غير الملزم حول تقسيم العراق
يجيء قرار مجلس الشيوخ في الكونغرس الامريكي بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات شيعية وسنية وكردية استكمالاً لهدف الحرب العدوانية على العراق، وهو تجزئته كخطوة في اطار المشروع الصهيوني الرامي الى اقامة شرق اوسط كبير مكون من دويلات فسيفسائية اثنية وطائفية ودينية وجهوية. وذلك ليسهل اخضاع هذه الدويلات المتعادية المشلولة المريضة للهيمنة الاسرائيلية والامريكية. فاللوبي الاسرائيلي الامريكي الذي كان وراء قرار العدوان على العراق هو الذي يقف اليوم وراء قرار مجلس الشيوخ الامريكي المتصهين. وهو الذي يفسر موقف الحزب الديمقراطي المطالب بالانسحاب من العراق بعد ان فشل الاحتلال. ولكن مع الحفاظ على الهدف الصهيوني من الحرب التي أيدها، ألا وهو تجزئة العراق الى دويلات طائفية واثنية تذهب بهويته العربية والاسلامية وبدوره العربي والاسلامي والعالم ثالثي.
من هنا فإن المؤتمرات الثلاثة المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي – الاسلامي، والمؤتمر العام للاحزاب العربية، اذ ترى في هذا القرار من مجلس الشيوخ في الكونغرس الامريكي شراً مستطيراً ليس على العراق فحسب، وانما ايضاً سابقة تصيب بلداناً عربية واسلامية اخرى، لتهيب بجماهير العرب والمسلمين وبكل القوى والاحزاب والنخب والاتحادات والنقابات المهنية والهيئات الشعبية العربية وبالدول العربية والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي وبكل الدول الاسلامية، ولا سيما تركيا وايران الى التحرك الحاسم ضد سياسات تقسيم العراق، كما الوقوف الى جانب مقاومته المسلحة وكل قوى الممانعة السياسية والشعبية العراقية لاحباط هذا المخطط. وتدعوها الى توحيد الصفوف من اجل دحر الاحتلال والحفاظ على وحدة العراق وهويته العربية والاسلامية مع احترام حقوق القومية الكردية والقوميات الاخرى وتآخيها ووحدتها في ظل العراق الموحد.
ان السياسات الامريكة التجزيئية التقسيمية التي تقودها ادارة بوش والكونغرس الامريكي في العراق يُطبقان مثلها في فلسطين ولبنان والسودان والصومال وعدد من البلدان الاخرى العربية والاسلامية التي ما زالت مشاريع تقسيمها تحت السطح الى حين.
من هنا فان احباط مخطط تقسيم العراق يشكل انقاذاً ليس للعراق وحده بل للدول العربية والاسلامية جميعاً. الامر الذي يستدعي نهوضاً شعبياً واسعاً لمواجهته وافشاله، كما يتطلب من الدول العربية ان تخرج من ترددها واختلافاتها، لتستعيد تضامنها وتواصلها مع شعوبها حرصاً على وحدة ترابها الوطني وأمنها القومي ووحدة شعبها، إنْ لم يكن حرصاً على العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال، لان ما يجري في العراق نار اكولة تنفخ فيها امريكا لتعبر الحدود العربية والاسلامية كلها. ولن ينفع الندم عندئذ.
التاريخ: 29/9/2007