بسم الله الرحمن الرحيم
بيانة إدانة لعقد اتفاقية عراقية- أمريكية من
المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي- الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية
يتعرض العراق في هذه الآونة إلى مؤامرة أميركية - صهيونية جديدة من خلال عقد اتفاقية أمنية عراقية - أمريكية وأخرى نفطية تستهدفان إطالة أمد الاحتلال ونهب ثروات العراق النفطية والمالية.
إنَّ توقيع اتفاقية أمنية تستبقي قوات للاحتلال بأي شكل من الاشكال وتكرّس النفوذ السياسي الأمريكي - الصهيوني على العراق تشكل خيانة للشعب العراقي الذي دفع ثمناً غالياً بسبب الاحتلال الأمريكي تعدى المليون شهيد وأكثر من خمسة ملايين مهجّر، ومئات الألوف ممن أصيبوا باعاقات جسدية دائمة إلى جانب المخاسر المادية والخراب العمراني اللذين لا يقدران بثمن. فالاحتلال كان ولم يزل كارثة على شعب العراق ووحدته وهويته العربية والإسلامية، فكيف يجوز بعد هذا كلّه أنْ يكافأ بعقد معاهدة عسكرية أمنية وسياسية معه تكرّس الاحتلال وما نجم عنه من تداعيات ونتائج. وكيف يكافأ باتفاقية نفطية بعد كلّ ما تعرضت له ثروات العراق الأثرية والمالية من نهب وفساد لا مثيل لهما في العالم. فالأرقام تقدر بالمليارات وليس بعشرات أو مئات الملايين من الدولارات.
وهكذا مع الأسف، تأتي الاتفاقية الأمنية لتلقي للاحتلال الأمريكي خشبة النجاة بعد أنْ تمكنت المقاومة الباسلة والممانعة الشعبية السياسية الواسعة، وبتضحيات غالية من أنْ تضعاه على حافة الهزيمة عسكرياً وسياسياً وتجعل بقاءه في العراق مكلفا وعبثياً على الشعب الأمريكي. مما أحدث انقساماً داخلياً تغلبت فيه الآراء المطالبة بالانسحاب الفوري على تلك التي تسعى إلى بقائه، معلقة الامال على عقد اتفاقية أمنية مع حكومة المالكي فاقدة الشرعية والسيادة، لتكبل العراق وتنتهك استقلاله الوطني وتنهب ثرواته النفطية والمالية وتكرس التجزئة والانقسامات والفيدراليات فضلاً عن إدامة الفساد وفقدان الأمن والتهجير والتدهور الحضاري والأخلاقي، وإطالة العذابات النفسية والإنسانية للناس العاديين.
ولهذا فأن مؤتمراتنا الثلاثة المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي - الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية إذ تستنكر المفاوضات الجارية مع الاحتلال الأمريكي لعقد الاتفاقية الأمنية والاتفاقية النفطية تحذر من تمرير الاتفاقيتين من خلال التلاعب بالنصوص وتمويهها لتبدو كأنها تراعي سيادة العراق بعبارات وهمية مضللة فيما جوهرها باق، فأية نصوص للاتفاقية يجب أنْ ترفض وتعتبر استعباداً للعراق. فالاحتلال يجب أنْ يرحل بلا قيد أو شرط وبلا آية مكافأة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية.
هذا وأن مؤتمراتنا الثلاثة لتهيب بجماهير الشعب العراقي وبكُلّ القوى السياسية الرافضة للاحتلال الأمريكي من سنية وشيعية وعربية وكردية وتركمانية وآشورية ومن مختلف مكونات الشعب العراقي الأخرى أنْ تشكل جبهة عريضة لإسقاط مؤامرة عقد الاتفاقية الأمنية والاتفاقية النفطية، وليكون ذلك نقطة انطلاق لتحرير العراق وتوحيده وتأكيد هويته العربية والإسلامية من دون مساس بحقوقه القومية الكردية وغيرها من مكونات الشعب العراقي.
إنَّ تعزيز صفوف المقاومة وتوحيدها وتشكيل أوسع جبهة تضم القوى الرافضة للاحتلال سيفرضان على القوات الأمريكية انسحاباً سريعاً وبلا قيد أو شرط، وسيستعيدان للعراق وحدته الكاملة وسيادته غير المنقوصة.
كما إنَّ مؤتمراتنا الثلاثة تهيب بالجماهير العربية والدول العربية والإسلامية وكل القوى السياسية الشعبية بأن تؤازر شعب العراق في كفاحه ومقاومته ضدّ الاتفاقية الأمنية والاتفاقية النفطية، وتعلن استنكارها لهما باعتبارهما الوجه الآخر للاحتلال الأمريكي واستعباد العراق.
التاريخ: 13/6/2008