www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
جدول المشاركين 32
جدول المشاركين 33
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
الثاني والثلاثون 2023
الثالث والثلاثون 2024
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
المقاومة كخيار استراتيجي للأمة البعد التاريخي 2009 ((البعد التاريخي 2009))

 المؤتمر العشرون
16 – 19 نيسان/ابريل 2009                                                       
   الخرطوم – السودان


المقاومة كخيار إستراتيجي للأمة البُعد التاريخي **
د. ناصر السيد *

* أستاذ جامعي.
** لا تعبر هذه الورقة بالضرورة عن رأي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي.
*** لا يجوز نشر هذه الورقة كلا أو جزءا إلا بموافقة تحريرية من إدارة المؤتمر.
 

بسم الله الرحمن الرحيم


 

قراءة في التاريخ العربي
الأمة العربية والمقاومة الشعبية

 

تشتد حركة المقاومة الشعبية عبر التاريخ العربي كلما ضعفت السلطة أو أمعنت في التسلط في الداخل وأشتد العدوان  الأجنبي عليها  من الخارج فانهيار مأرب كان دليلا على ضعف الدولة في اليمن كما كان تسلط ذي نواس عليها واضطهاد أصحاب الأخدود ومثلهما غزو أبرهة الحبشي لليمن بتحالف مع الكنيسة الرومانية البيزنطية ومطامع الإمبراطورية الرومانية في البحر الأحمر والمحيط الهندي إحاطة بجزيرة العرب من الشمال إلي الجنوب فكان أن أقام  (القليس ) وهي تعني الكنيسة باللاتينية  أو اجليز (بالفرنسية) اليوم اذ الفرنسية لغة لاتينية محدثة . وكانت قصة تدنيس ذلك (القليس) وإصرار أبرهة أن يهدم الكعبة قبلة العرب في الجاهلية كما هي في الإسلام فكان حواره مع عبد المطلب وكان ذلك هو العام الذي ولد فيه الرسول صلوات الله وسلامه عليه .
في تلكم الفترة كانت جزيرة العرب هي الممر التجاري بين العالم القديم مثل الهند والصين وبقية العالم وذلك كان مطمع القوى الكبرى وأبرزها أذداك الإمبراطوريتان الفارسية والرومانية اللتين ألحقت كل واحدة  منهما دويلة عربية تابعة على التخوم أبرزها الغساسنة والمناذرة  وترك داخل الجزيرة العربية للحروب القبلية المتصلة في الداخل تتناهشه و اقتصرت الطرق التجارية مثل رحلتي الشتاء والصيف على السواحل والأطراف . والشعر العربي الجاهلي حافل في دواوين شعرائه ومعلقاته بهذه الحروب والصراعات القبلية التي أدت إلي تفكك الأمة وتبعثر قواها وطمع الطامعين فيها وصيحة النبي في أهل مكة من اعلي جبل أبي قبيس ليؤذنهم بدعوته صائحاً (واصباحاه) وخروج الناس إليه وقوله لهم  (أرأيتم  لو أخبرتكم أن خيلاً تغير عليكم من وراء هذا الجبل أكنتم مصدقي) فأجابوا (نعم) وقول أبي جهل ( ألهذا دعوتنا ) وكان النبي وأبو جهل مولودان في نفس العام 571م   (عام الفيل) وكانت الهجرتان الأوليان للمسلمين الأوائل إلي الحبشة حيث ملكها النجاشي دلالة علي مرحلة من مراحل المقاومة كما كانت بيعتا العقبة السريتان في مكة اللتان تمخضت عنهما الهجرة إلي المدينة وتنظيم المقاومة في غزوات متصلة توجت بفتح مكة والصراع مع اليهود في المدينة وإجلاؤهم عنها وعن خيبر . وكانت البعوث لنشر الدعوة والرسائل إلي ملوك الفرس والروم بأنهم أن لم يستجيبوا فعليهم (إثم ووزر الأريسيين)  أي الفلاحين أو أفتان الأرض في النظام الإقطاعي الجائر في الإمبراطوريتين.
وثبت ذلك إذ لم يقسم عمر بن الخطاب أرض السواد في العراق على المسلمين وتركها لمن يفلحونها ويؤخذ منهم الخراج فكانت أول نظرية لقاعدة (الأرض لمن يفلحها) ولا عجب أن أصبحوا مسلمين  تماماً كما حدث في مصر وحين أطلق عمر صيحته المدوية (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) وأعقب ذلك عمر أبن عبد العزيز حيث بعث إليه واحد من ولاته بأن الناس أخذوا يدخلون في الإسلام حتى لا يدفعوا الجزية  فرد عليه (لقد بعث الله محمداً هاديا ولم يبعثه جابياً) . وعسف الضرائب هذا هو الذي أسقط الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية في مواجهة المد الإسلامي الكاسح ، بل هو الذي أسقط حتى الأنظمة التي حكمت باسم الإسلام بعد ذلك  أمثال المماليك في مصر الذين حكموا حتى مجيء نابليون إلى مصر وأسقط حكم نابليون نفسه وأسقط حكم الأتراك العثمانيين وأدى ذلك إلي ثورة القرامطة وثورة الزنج في العراق وما عداهما من ثورات .
كان الرابط بين التوحيد  والبعد الاجتماعي واضحاً منذ البداية فالدعوة إلي الجهاد في القرآن قائمة  على القتال ضد الظلم والظالمين (ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوالدان  الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً) والكفر والاستبداد مرتبطان و معهما الشيطان وهو الشر المحض والأكبر مما يجعل الجهاد مقاومة سياسية واجتماعية ضد التسلط على الناس سواء جاء من مسلم أو نصراني أو يهودي أو أى سنخ وعنصر أو انتماء  ، وأسماء الله الحسني كلها تقوم علي هذه المثل والقيم  الرفيعة  (الرحمن الرحيم العدل .... إلي أخرها .
وحين أسلم اليهودي قال (بهذا العدل قامت السموات والأرض) والآية (ولا تبخسوا  الناس أشياءهم)  وراء الظاهرة الاجتماعية التي جعلت الكفاءة مقياساً  فالناس تعنى كل إنسان من البشر بغض النظر عن دينه ولونه ولذلك  قامت الحضارة  العربية الإسلامية وفي طلائعها كثير من اليهود والنصارى في كثير من مجالاتها من الترجمة والطب والسياسة والفكر فأسر بأكملها اشتهرت  في ذلك مثل أبناء شاكر وأبناء بختيشوع والأخطل وسوى أولئك كثير .
والحديث الشريف (استوصوا بأقباط مصر خيراً) ضيقها كثير من المفسرين بأن مارية القبطية ولدت للنبي الكريم  أبنه إبراهيم فيما أرى أوسع من ذلك اذ أثبتت الدراسات الحديثة في علوم اللسانيات أن اللغات السامية أصلها واحد وأن العربية هى أحدى هذه اللغات بل هى طور أعلى من أطورها   ومن اللغات السامية القبطية وقبلها الهيروغليفية والمروية والبربرية والأكادية والأشورية والعبرانية والحميرية والسبئية والحبشية فهي تتماثل في بنيتها وفي أصولها وجذورها ولا يمكن أن يكون ذلك صدفة أو اعتباطاً  (فالعربية اللسان) واللسان يرتبط بوشائج اجتماعية آخري خاصة إذا أرتبط اللسان بالمكان والزمان أي بالجغرافيا والتاريخ ولعل ذلك مما يفسر سرعة انتشار الإسلام وسرعة استيعابه لشعوب هذه المنطقة من العالم وفي زمن جد وجيز .
وبعد ذلك تأتي شمولية وإنسانية الدعوة واستيعابها  لما جاء قبلها من رسالات (شرع لكم من الدين ما وصي به نوحاً والذي أوحينا أليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه) " الشورى الآية (42) (وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم ولتا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وبينكم واليه المصير) " الشورى الآية فالأنبياء أخوة أبناء علاّت أبوهم واحد وأمهاتهم شتى " الحديث " وكلهم قادة مقاومة ضد الظلم و الاستبداد والطغيان وهم ذروة الناس لأنهم أجرأ الناس في مقاومة الاستبداد ويليهم الشهداء وهم قادة المقاومة وقدوتها " خير الناس أمام عادل ورجل قام إلي أمام ظالم فوعظه فقتله " ولا يزال هؤلاء الشهداء هم الشموع التي تضيء طريق البشرية عبر تاريخ مقاومتها الطويل وتحت مختلف الرايات . (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) الآية (ولقد كان من قبلكم يصلبون على الخشب وينشرون بمناشير) الحديث .
وحين ضعفت الخلافة العباسية وأخذ يحيط بها الأعداء من كل جانب من داخلها وخارجها وتمزقت إلي دويلات وأشتد  البيزنطيون ، رفعت راية المقاومة ضدهم عالية من مدينة واحدة هى "حلب" في الشام بقيادة سيف الدولة بن حمدان واجتمعت نساء بنى العباس وجززن شعورهن وأرسلنها في "زنابيل" إلي سيف الدولة ليطهم بها خيول فرسانه تحريضاً له علي مقاومة الروم وإعزازا لأولئك الفرسان وكان علي رأسهم أبن عمه الشاعر أبو فراس الحمداني الذي قضي في سجن الروم سنين عدداً قال فيها شعراً رائعاً  ومنه :
ونحن قوم لا توسط عندنا       لنا الصدر دون العالمين أو القبر
ووصف ذلك المشهد أبو الطيب المتنبي  شاعر العربية الأكبر قائلاً في سيف الدولة ومشخصا الأنكسار في قيادات الأمة وحكامها مشرقا ومغربا .

ليس إلاك يا علي همام              سيفه دون عرضه مسلول
كيف لاتأمن العراق ومصر         وسراياك دونها والخيول
لو تحرفت عن طريق الأعادي       ربط السدر خيلهم والنخيل
ودرى من أعزه الدفع عنه           فيهما انه العزيز الذليل
لوعاش أبو الطيب المتنبي اليوم لأستبدل اسم سيف الدولة باسم حزب الله وحماس ومن معهما في مقاومة إسرائيل . وجز شعر النساء حدث عندنا في السودان أيام العدوان الأخير علي غزة هذا العام 2009 م في ظروف قامت فيها المرأة السودانية بدور مقاوم حشدن فيه الحشود و جمعن مقادير كبيرة من المال والذهب من أجل غزة وأرسلت ألينا أي إلي اللجنة السودانية لمناصرة غزة  فتاة  سودانية دون الخامسة والعشرين ربيعاً بما تملك من مال وذهب وبسلة مغلقة ذكرت ألا تفتح حتى تسلم للرئيس البشير لتفتح أمام مؤتمر القمة العربي الذي كنا نري أنه لن ينعقد  ففتحنا الرسالة ووجدناها قد جزت شعر رأسها وهو طويل جميل ومعه رسالة قوية مؤثرة و جرحت يدها وبصمت بها رسالتها القوية تلك فتذكرت رسالة نساء بن العباس والرسائل المماثلة من نساء المغرب والأندلس ولكن أين سيف الدولة  بن حمدان !! .
ويرتبط ذلك بالحروب الصليبية التي يصر المؤرخون المعاصرون لها ومن بعدهم من المؤرخين العرب بوصفها  " حروب الفرنجة  "  وذلك لآن  المسيحيين العرب كانوا جزاً لا يتجزأ  من المقاومة العربية الإسلامية ضد تلك الهجمة الأوربية فاسم الصليبية أطلقه الغرب الذي أشعلها حتى جورج بوش الذي ذكرها ثم تنصل عنها وزعم انها " زلة لسان وما هى إلا تعبيراً عن عقل وجداني " ولقد بدأت بدعوة الإمبراطور الروماني الأول للبابا أوربان في الفاتيكان بأن يدرك بيزنطة التي أصبحت مهددة من قبل الضغط العربي الإسلامي عليها فتناسي الخلاف بين الكنيستين وجيّش الجيوش ومنح صكوك الغفران لملوك أوربا ومن يشارك في تلك الحروب وجعل الذين يحاربون لاسترداد الأندلس ينالون نفس الغفران لأنهم يقومون بنفس المهمة . وهنا أيضا كان ضعف الخلافة والدويلات التي انفصلت عنها وبروز المقاومة الشعبية التي تصدت للحملات الصليبية  الأوربية وبرز في قيادة هذه المقاومة  صلاح الدين الأيوبي الذي تولي قيادتها فوحد مصر و الشام جناحا الأمة وأستطاع أن يهزم الصليبين في موقعة حطين وأن يسترد بيت المقدس ويموت وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئا إلا ذلك التاريخ المجيد وما أعظمه من ميراث .
وتجلت المقاومة الشعبية كرة آخري في مصر حين جاء ملك فرنسا لويس التاسع ليحتلها فكسرت الجماهير  الترعة التي كانت تربط بين النيل والبحر الأبيض المتوسط  عند دمياط  فأغرقت الأرض أمام جحافل لويس الغازية وقبض لويس وانهزم  جيشه أمام هذه المفاجأة الشعبية الذكية الملك الفرنسي  وأسر لوبي وسجن في دمياط في دار "أبن لقمان" وهو احد كبار التجار الأقباط في دمياط ووكل بحراسته " صبيح" وهو أخصائي في الخصاء تلويحا لملك الغازي بما ينتظره من خصا على يدي هذا القبطي الأخصائي الخبير ولا تخفي الإشارة والرسالة على وحدة عنصري الأمة أقباطا ومسلمين ولما أطلق لويس بعد سنين عدداً ووساطة وفداء وعهد وتعهد بالا يعود لمثلها ولما وصل إلي أهله أخذت تحدثه نفسه ويتبجح أمام الناس بأنه سيعود إلي غزو مصر فقال الشاعر المصرى فيه وله :
قل للفرنسيس إن لاقيته          مقالة صدق من قوؤل نصيح
دار أبن لقمان على حالها        والقيد باق والطواشي صبيح
فان عدتم فنحن في انتظارك بما تعهد ولم يعد لويس وان كان جاء نابليون فيما بعد ولقي هزيمة شنعاء هو الآخر في مصر وفي فلسطين.
وقبل مجىء نابليون حين هاجم التتار بغداد واستباحوها وأعملوا السيف والنار والدمار و اجتاحوا الشام وبيت المقدس تصدت لهم المقاومة الشعبية وبرز الظاهر بيبرس في قيادة الأمة وهزمهم  شر هزيمة في عين جالوت . وبرزت شجرة الدر وبرز قطز في مقاومة انتهت بهزيمة التتار بل وباستيعابهم في آخر الأمر في الكيان العربي الإسلامي . في أقل من جيلين وأقاموا دولة المغول في الهند التي تصدت بعد ذلك لمقاومة الإنجليز حين غزوهم لشبه القارة الهندية وفي ذلك  دلالة على حيوية الأمة في مقاومة الغزاة وعلي تميزها الحضاري في مقاومة الأعداء وإلحاق الهزيمة بهم ثم استيعابهم بعد ذلك وهضمهم وجعلهم جزء من قواها الحية المقاومة .
وإذا كان قد مرت بنا المقاومة للغزوات الصليبية في المشرق العربي ومصر فلقد كان منه الشأن في المغرب العربي أشد وأنكر  إذ كانت الهجمة على الأندلس أدهى وأمر لتشتت حكامها الذين أصبحوا يعرفون "بملوك الطوائف" ولا استقوا ء بعضهم على بعض بملوك نصارى الأندلس الذين كانوا يجدون دعماً من ملوك أوربا وباباواتها وذلك رغماً من جرعات التقوية والأعداد التي كانت تأتي للأندلس من المغرب مثل  فر محاولات المرابطين والموحدين بل أن اسم ( الرباط ) عاصمة المغرب الحالية يدل على معنى الصمود والمقاومة وكان أبرز من  عبر إلي الأندلس بعد طارق بن زياد وصقر قريش عبد الرحمن الداخل هو يوسف بن تاشفين الذي رأى أن الداء هو تمزق الأمراء فعمل على دحرهم وهزيمتهم بقيادة مقاومة ضدهم أول الأمر وكان أقوى المحرضين على حرب الفرنجة النساء منهن تلك التي أشتكى ابنها بأنه لا يجد صعوبة في قتال الفرنجة إلا أنه يجد سيفه قصيراً  فأجابته أمه في حزم  " تقدم خطوتين إلي الأمام وسيكون سيفك طويلاً " أو تلك الأم التي رأت أبنها بعد أن وقع صك الاستسلام بأن يغادر قصره قصر الحمراء درة قصور العرب والمسلمين في الأندلس فأخذ يبكي وهو يغادر إلي غير رجعة فانتهرته أمه قائلة "تبكي مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه محافظة الرجال " وكان المعتمد بن عباد وهو بلا شك سيد المقاومين للإفرنج والمضمين  ليوسف بن تاشفين حين وضع بين الخيارين  التحالف مع ملوك الأسبان أو التسليم  ليوسف بن تاشفين من اجل توحيد المقاومة وأن كلفه ذلك ملكه فقال قولته الشهيرة " لئن أرعى إبل العرب خير لي من أرعى خنازير النصارى " وقد كان وسجل ذلك كتابة في شعر رائع رصين. وكانت خاتمة الهزيمة في الأندلس هى مأساة مقاومة الموريسكين وهم المسلمون الذين بقوا في الأندلس وعذبوا لينتصروا ومازالت تلك الماسأة موضوعا لشتى الدراسات العلمية والأدبية.
فالمقاومة كالحياة فيها الانتصارات والانكسارات وعمليات الأحياء ومنها ما تشهده أسبانيا هذه الأيام من عودة لتاريخها الحضاري العربي الإسلامي خاصة بين الأجيال الشابة والصاعدة فيها . ولقد كان قيام الدولة الفاطمية في المغرب وتوجهها نمو توحيد المغرب العربي والمشرق العربي بعض تجلياته استنهاضا لروح المقاومة في الأمة بعد التشتت والتشرذم  الذي أصاب الدول والدويلات مشرقاً ومغرباً وأدى إلي ضياع الأندلس ضياعاً كاملاً فلقد أستطاع الفاطميون أن يوحدوا المغرب وأن يتجهوا بجيوشهم مشرقاً حتى بلغوا مصر حلقة العروبة و حاضرة الإسلام خاصة بعد سقوط بغداد وأقاموا مدينة " القاهرة " واسم القاهرة فيه من رفض الهزيمة وروح المقاومة والتصدي كما في اسم الرباط من نفس تلك المعاني والظلال بل مدا قامتهم في مصر الجامع الأزهر وبجانبه مسجد الأمام الحسين ومقام شقيقته السيدة زينب ومصر والمغرب العربي هما معقلان من معاقل الستة ولكن روح المقاومة هى التي تغلبت وجعلتهما تقبلان القيادة الفاطمية لأن الفضية هى وحدة الأمة ونضالها وليس الخلافات المذهبية الضيقة  وكاد الفاطميون في زحفهم الكبير ذلك من المغرب إلي مصر أن يعبروا إلي الشام وأخذوا يسعون لاستعادة الخلافة في بغداد لولا ظهور الأيوبيين، إنها المقاومة تستخدم كل ما هو متاح من خيارات وكل بديل من شعارات مادام من الممكن أن يؤدي إلي تفادي الهزائم وتحقيق الانتصارات ولا تقيد أنفسها بالشكليات.
ولقد عاد الأزهر بعد ذلك معقلاً للسنة كما عاد المغرب السني والمالكي وكذلك مساجد الزيتونة والقرويين والقيروان وصار الأزهر والزيتونة وإضرابهما من المساجد والمعاهد ومدارس الفقه والقرآن ومعهما الكثير من الطرق الصوفية بؤرا ومنابر ومراكز جذب روحى ونضالي ومراكز لتخريج قيادات المقاومة وتحريض الجماهير للانضمام إليها وظلت كذلك حتى بعد ومع قيام معاهد التعليم الحديث لقد كان سقوط غرناطة  1490  في أيدي الملكيين الإسبانيين فيردنياتو وإيزابيلا وسقوط بيزنطة في أيدي المسلمين هما بداية استشراء عصر النهضة في أوربا الذي لمح بواكيره  أبن خلدون في مقدمته حين قال:
أن ظلاماً من الجهل يخيم على العالم العربي والإسلامي إلا بصيصاً من ضوء في مصر مما حدا به إلي ترك المغرب و الجزائر إلي تونس ومن تونس إلي مصر حيث قال  إن بصيصاً من نور العلم ما زال هنالك رغم الظلام الحالك المحيط وأن بواكير نهضة تتراءى في العدوة الشمالية (أي أوربا) وقد صدقت رؤية هذا المؤرخ والفيلسوف الاجتماعي اللماح . فعلي أكتاف العلم العربي وترجمته إلي اللاتينية في قرطبة وطليطلة ومن مؤلفات أبن رشد وما أنتقل إلي الأندلس من أسفارا ألفت أو ترجمت في المشرق  ،  كان لحركة الترجمة إلي اللاتينية تلك من تراث اليونان وما نقحه وأضافه العرب والمسلمون وما ترجمه المشارقة في المشرق وفي بغداد بخاصة وما نقل وترجم في الأندلس وعلي يدي أبن رشد قاضي قرطبة وفقيهها وفيلسوفها ومترجمها عن اليونانية وسواه من العلماء كان ذلك كله هو زاد النهضة الأوربية الحديثة  ومرتكز ها  .
فكانت رحلة كريستوفر كولومبس إلى الغرب لاكتشاف الطريق إلى الهند برعاية من المدن التجارية الإيطالية أول الأمر ثم في اسبانيا أثر سقوط الأندلس تلك الرحلات والكشوف الجغرافية التي قام بها الأسبان غرباً البرتغاليون شرقاً عبر رأس الرجاء الصالح هي بداية النهاية للتجارة العربية التي كانت تسيطر على العالم القديم بين اوربا وآسيا فتحت هذه المكشوفات طرقاً أخرى إلى آسيا عامة والهند خاصة عبر رأس الرجاء الصالح وتدمير البرتغاليين مراكز التجارة العربية الإسلامية في غربي إفريقيا وشرقيها والثروات الضخمة التي جنتها  اسبانيا من ذهب وفضة من اكتشاف الأمريكتين  لاسيما امريكا الجنوبية والأراضي الشاسعة والمواد الخام وزراعة القطن في جنوب امريكا الشمالية والسكر في البرازيل  (حالياً) وفي منطقة الكاريبي كل ذلك أدى إلى عهد أذدهار التجارة الأوربية وبداية عهد الصناعة في أوربا التي قضت على الاعتماد على صناعة النسيج والحرير التى كانت رائحة في الهند والصين  ومراكزها في المشرق العربي في الموصل (الحرير الموسلين) وفي دمشق
(الداماس) فأنتقلت صناعة النسيج إلى اوربا  وأخذت تتلاشى في الشرق عامة واحتاجت الصناعة الكبيرة إلى القوى العاملة الكثيرة فكانت تجارة الرقيق من غربي إفريقيا بخاصة وصار هنالك المثلث الذهبي الذي يبدأ بالإبحار من هولندة ليأخذ الرقيق من غربي إفريقيا إلى الأمريكتين ويأخذ القطن من جنوب الولايات المتحدة إلى أوربا ويأخذ الأقمشة من اوربا إلى إفريقيا وأسيا حتى وصل استعمار الهولنديين إلى أندونيسيا وتحركت المطامع الأوربية لأستعمار بقية العالم وعلى رأسة البلدان العربية وهي المدخل إلى العالم القديم وأقرب المناطق جغرافياً إلى اوربا منذ قديم الأزمان .
وهنا بدأت حركة المقاومة العربية ضد الإستعمار الأوربي الحديث . وعلى امتداد الوطن العربي كله . كطليعة   بما يسمى بالعالم الثالث في آسيا إفريقيا وأمريكا اللاتينية بل كانت أمريكا الشمالية في مطلع هذه المرحلة من التاريخ جزأً من هذه البلدان المستهدفة بالاستعمار والاستيطان الأوربي وقد كان الأتراك العثمانيون قد استولوا في هذه الفترة على تركيا من السلاجقة وأقاموا الإمبراطورية العثمانية على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي عدا المغرب الأقصى الذي لم يقط تحتها مباشرةً . وتصدى الأتراك العثمانيون لأوربا وتوغلوا فيها  في وقت دقت جيوشهم حتى أبواب فيينا وتوغلت في روسيا فاستثارت حفائظ ومخاوف القوى الأوربية الصاعدة التي أخذت تنشئ لأنفسها تحالفات في وجه الإمبراطورية العثمانية وما تمثلة من خطر يتهدد أوربا ويهدد مصالحها ومطامعها وطموحاتها خارج أوربا في آسيا وإفريقيا عامة والوطن العربي بخاصة . ولم تكن أوربا موحدة في مواقفها هذه لأختلافها حول إقتسام تركة الإمبراطورية العثمانية التي أسمتها (رجل أوربا المريض)  وذلك لما كان ينخر في كيان الإمبراطورية العثمانية من عوامل الضعف الداخلي من فساد في الحكم ومبالغة في جباية الضرائب وسياسة التتريك بغرض فرض  اللغة التركية لغة للخلافة والاستخفاف باللغة العربية لغة القرآن عماد الخلافة نفسها وبما كانت تقدمة في حالفة ضعفها من تنازلات للقوى الأوربية بما فيها تعيين بعض الأوربيين حكاماً وبصلاحيات واسعة في كثير من أرجاء الأمبراطورية كما حدث في السودان في تعيين غردون باشا وأمين باشا وهكس مما أثار حنق المسلمين فقامت ثورات شعبية ضد العثمانيين في كثير من أرجاء الوطن العربي كالثورة التي قادها الشيخ عمر مكرم في مصر والتي كانت بعض شعارات الجماهير فيها (يارب يامتولي أهلك العثملي )وتعاقب ذلك أيضاً في مصر مع مجئ الاستعمار البريطاني ومع حكم المماليك  الجائر على المصريين وتعاقب ذلك أيضاً  مع مجئ  نابليون وحملته في تنافس محموم مع بريطانيا بأسلوب كان في بدايته شئ من الدهاء بادعائه اعتناق الإسلام وطلب من الشيخ الشرقاوي وشيوخ الأزهر في حواراتة معهم بأن يمهلوه عاماً ليدبر أمر إعلان إسلام جيشه فهو مسلم  مع المسلمين ويهودي مع اليهود يعدهم بدولة في فلسطين إن هم ساعدوه في أوربا ضد روسيا وهو ثوري مع الثوار ضد الملكية في فرنسا وهو ينصب نفسه إمبراطوراً على فرنسا آخر الأمر قبل أن يلقى مصيره على يدي نلسون وينتهي به الأمر في المنفى .
بعد أن اوسع المصريين  أرهاقاً وعسفاً في جمع الضرائب لجيشة الذي زعم أنة يريده أن يعتنق الأسلام . مما جعل الفلاحين والعربان ينضمون إلى فلول المماليك الذين هزمهم نابليون وأدى الأمر إلى تنصيب الأنجليز لمحمد على والياً على مصر وبدء فترة حكم اسرته الذي استمر حتى عام 1952 بقيام ثورة 23يوليو حتى هذه الفترة شهدت مصر المقاومة المسلحة كما في بداية الأستعمار البريطاني والفرنسي وشهدت المقاومة العسكرية التي قادها أحمد عرابيوما كان  يمثلة السيد/ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده معه قبل أن يتوجها إلى الشام وتركيا وفرنسا , ومن قبلهما ما طرحه رفاعة رافع الطهطاوي ومن بعده أمثال عبد الرحمن الكواكبي . والمقاومة الشعبية الديمقراطية الدستورية إلتي كان يعبر عنها سعد زغلول ومن بعده مصطفى النحاس ضد السيطرة الأنجليزية على مقاليد الحكم على مصر والسودان وحركة الأغتيالاات السياسية قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية وحركة الجهاد في فلسطين ضد اليهود والصهاينة التي كان يقوم بها أفراد وضباط من الجيش والأخوان المسلمين .ثم الأنقلاب العسكري والثورة المسلحة التي قادها جمال عبد الناصر في 32يوليو 1952 ثم العدوان الثلاثي على مصر 1956 الذي وضع مصر وعبد الناصر في طليعة قيادة القومية العربية والأتجاه ولأول مرة في تاريخ مصر نمو الأتحاد السوفيتي كمصدر للسلاح والتحالف السياسي في أتون الحرب الباردة بعد رفض الغرب تمويل السد العالي وتزويد مصر بالسلاح ثم العدوان عام 1967 ووفاة عبد الناصر عام 1970 وتولي السادات وحرب 1973 ضد إسرائيل وتوقيعة  لأتفاقيتي كامب ديفيد وزيارتة لتل أبيب وتخليه عن القضية العربية والقضية الفلسطينية والعودة إلى عهد المقاومة المسلحة والاغتيالات الذي انتهى بإغتيال السادات نفسه .
أما في المغرب العربي فقد بدأت الهجمة الأوربية فرنسية وإسبانية وبدأت المقاومة شعبية ومسلحة بقيادة الأمير عبد الكريم الخطاب أمير الريف المغربي ضد الأسبان والأمير عبد القادر الجزائري في الجزائر  فأنتهت بالأول إلى السجن الطويل وبالثاني إلى المنفى في تركيا ثم في دمشق حيث قضى بقية حياته وبعدها تحول النضال المسلح بتعاضد بين القيادات الدينية بقيادة الشيخ ماء العينيين والعرش المغربي ضد الاستعمار الفرنسي والأسباني وكانت هذه ظاهرة وحدة وطنية تكررت بعد ذلك مع الملك محمد الخامس الذي قاد المقاومة الشعبية مع الشعب المغربي ولما نفي محمد الخامس استمرت المقاومة ومن ابرز رموزها عضو المؤتمر القومي العربي الراحل محمد البصري وقبله الشهيد  مهدي  بني بركة وزملاؤهما  الذين انشقوا عن حزب الاستقلال وأسسوا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وسعى بن بركة لجمع حركة المقاومة في القارات الثلاث مما أدى إلى اغتياله في فرنسا .
أما في الجزائر فلقد كانت المقاومة بعد الأمير عبد القادر الجزائري تتجلى في أقوى صورها جبهة التحرير الوطني الجزائري بقيادة الرئيس أحمد بن بيلا الذي أنتهج منهج الحرب الشعبية المسلحة فأنشأت المقاومة جيش التحرير الوطني الجزائري بقيادة هواري بومدين وقد اعتمد بن بيلا على عبد الناصر كثيراً في عمله السياسي والعسكري فكان بعد من أكبر انجازات عبد الناصر في الوطن العربي وفي إفريقيا بل الثابت أنه هو الذي أقنع مانديلا  بالانضمام في الثورة المسلحة لتحرير جنوب إفريقيا ضد نظام العنصرية وهذه معلومة أنا مسئول عن تلقيها شفاهة عن بن بيلا أما جهد عبد الناصر في الثورة الإفريقية فقد سجلها الأستاذ  محمد فائق عضو المؤتمر القومي العربي ومدير  مكتب الرئيس عبد الناصر للشؤون الأفريقية ورئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان ويسعدني ويشرفني أنني تعرفت به وأنا حديث بالتخرج من جامعة
الخرطوم عام 1961 حيث كان يعمل في مكتب عبد الناصر في رئاسة الجمهورية وظللنا أصدقاء أوفياء ومناضلين أشداء ضد الصهيونية والاستعمار إلى اليوم .
أما في السودان فلقد كانت الثورة المهدية هي ذووة المقاومة الشعبية في القرن التاسع عشر حتى انتهت بمقتل غردون في الخرطوم 1985 ونهاية حكم المهدية على يدي  كتشنر والجيش البريطاني فعلا والمصري اسماً في عام 1898 واستمرار المقاومة الشعبية في دارفور بعد ذلك حتى استشهاد قائدها السلطان علي دينار 1916وبعد الحرب العالمية أخذت المقاومة منحى عسكرياً في ثورة الضباط والجنود السودانيين بقيادة الضابط على عبد اللطيف والضابط عبد اللطيف الماظ وزملائهما ولما سحقت الثورة بدأت الحركة الوطنية مسيرة ديمقراطية بمؤتمر الخريجيين العام الذي انبثقت عنه الأحزاب السياسية الى أن أعلن الأستقلال وبدأ مسلسل الأنقلابات العسكرية  التي تتخلل الديمقراطية الأولى والثانية والثالثة وأخذت المقاومة الشعبية نهج الأضراب السياسي وأسقطت نظامين عسكريين في ثورة أكتوبر 1964 وثورة رجب أبريل 1985 ودخلت البلاد الآن في مرحلة التحول الديمقراطي والوحدة الوطنية في مجابهة قوى الاستعمار الغربي الأوربي الأمريكي الإسرائيلي المتمثلة الآن في الحرب في دارفور وفي القرار الجائر لمحكمة الجنايات الدولية .
أما في تونس فقد ظلت المقاومة في القرن التاسع عشر مرتبطة بالمقاومة الجزائر لطبيعة الأستيطان  الأوربي عامة والفرنسي خاصة ومن رموزها شيوخ وخريجو جامع الزيتونة الذي خرج قادة المقاومة في تونس عسكرياً وسياسياً وثقافياً وكانت توبس معبراً للثورة الجزائرية للمجاهدين و للسلاح القادمين عبر ليبيا  من مصر .
والزيتونة الذي خرج عبد الرحمن بن خلدون هو الذي خرج الشيخ عبد العزيز الثعالبي والشيخ اسماعيل الصفائحي والشيخ  صالح الشريف والشيخ الخضر الحسين الذي صار فيما بعد شيخاً لجامع الأزهر بلغتة قومية عربية إسلامية من جمال عبد الناصر وهو الذي خرج للجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الأبراهيمي . فكان كثير من أركان جيش التحرير  الوطني الجزائري من خريجي الزيتونة بل وشاعر تونس الفذ أبو القاسم الشابي وشعره الرائع ... إذا الشعب يوماً أراد الحياة , , فلا بد أن يستجيب القدر ,, .
أما في ليبيا ويكفي أن نذكر شيخ الشهداء عمر المختار وغومة المحمودي ورمضان السويحلي وباقي  هذا الفندق الذي نقيم فيه العقيد معمر القزافي وزملاءه  الضباط الوحدويون الأحرار الذين طردو القواعد الأمريكية والبريطانية من أرض ليبيا .
وفي فلسطين كان وعد بلفور 1917 هو الشؤم والخيانة للأمة العربية ومنذ ذلك التاريخ وأخذت حركة المقاومة العربية تكون فلسطين مركزها  مرتكزها حتى أصبحت قضية حركة المقاومة العربية الأولى وابرز قادتها الشهيد الشيخ عز الدين القسام والشهيد / ياسر عرفات(أبوعمار) وكوكبة من رفاق دربة مثل الشهداء أبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول والشهيد الشيخ يسن مؤسس حركة حماس وحقيقة فأن  كل فلسطيني هو مشروع شهيد ولا نملك إلا أن نحني هاماتنا إجلالاً لصمود غزة ولشعب غزة ولشهداء غزة  لبسالته .
أما لبنان فهي صنو فلسطين والشام كله ظل عبر التاريخ رجالاً ونساء وأطفالآً ملهماً لأمته العربية فلا يكن موقف عربي إلا وكانالشام في طليعته فخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ودولة الأمويين وحركة القوميين العرب ومقاومة الصليبين والفرنسيين والغزو الأمريكي والعدوان الأسرائيلي ويكفي أن نقول أن أكبر وأروع سطور المقاومة العربية الحديثة سجلها حزب الله فالتحية له وللشيخ نصر الله وللحركة الوطنية اللبنانية والتحية لشعب سوريا البطل الذي ما تخلى يوماً عن قضية أمته العربية معاركها كلها قديماً وحديثاً . وكذلك الشعب الأردني المناضل الشقيق .
أما العراق فهو مركز الأمة ومرتكزها في تاريخها فكراً وفقهاً وشعراً وثقافةً وحضارة منذ قديم الأزمان ولقد ظلت جذوة المقاومة مشتعلة ولا تزال , ويكفي أن رئيسه البطل الشهيد صدام حسين قد قابل الإعدام في بسالة نادرة على مر التاريخ العربي وأن شعبنا العراقي الأبي مازال يقاوم الأحتلال الأمريكي الأوربي الأطلسي الصهيوني الجائر مقاومة الأبطال ويبتدع وسائل المقاومة في التفجير والتفخيخ إلى ضرب جورج بوش بالحذاء فأضاف إلى ثورة رمي الحجارة رمي الحذاء في وجه أكبر طاغية وسفاح عرفته البشرية وعرفه الأستعمار الحديث حتى اليوم بل لا يزال وجه أكبر قوة إستعمارية في تاريخ االيوم في وجه أكبر قوة أستعملرية في تاريخ العالم .
أما الجزيرة العربية فيكفيها أنها مهد العرب الأوا ومنها أنطلق العرب في الآفاق وأنها مقر الحرميين الشريفيين وفيها الكعبة بيت الله الحرام وللبيت رب يحميه وأمة عربية وإسلامية تتجه إليه في صلواتها خمس مرات في اليوم وتذكر تاريخاً نجيداً عظيماً حققته الأمة بجهدها وصبرها وبلائها وهذه ثروة روحية تفوق كل ثروة مادية ناضبة طال الزمان أو قصرولا يزال لها موقع إستراتيجي كأكبر مخزون احتياطي للنفط في العالم وأكبر مقر للثروة العربية هيمقر ومستودعثروة الأمة كما هي مقر ومستودع  تاريخا العظيم .
أما اليمن فهي أصل كل العرب في توجهها فنها جاؤا هكذا كانت قديماًقديمأًولا يذكر العرب إلا تذكر اليمن فبحكم الموقع في المكان ونحكم التاريخ في الزمان فألامة العربية مدينة لليمن حتى اليوم فهى قد وقفت  في وجه محاولة طمس الهوبة العربية منذ أصحاب الفيل ومحاولة البرتغاليين والأنجليز والإستيلاء على جنوبها فهي التي قابل قاتل شعبها في الجنوب في تحرير عدن حتى تحقق الجلاء وهي التي ناضل شعبها في الشمال حتى أسقط حكماً متخلفاً وأقام أول جمهورية على أرضه بل ناضل حتى أقام أول وحدة عربية دامت حتى اليوم .
اليوم لا يمنان بل هما اليمن
                       تهزنا فرحة صنعاء بل عدن
 بل المنائر في شمسان عالية
                       بل الشواهق والقيعان والقننى
وعزة في تعز قعساء ما برحت
                           مواكب النصر في ساحاتها هتن
أن الطريق التي يممتموا قدماً
                          سارت على نهجها بلقيس أو يزن

فعلى طريق الوحدة العربية الشاملة بشير تاريخ أمتنا المناضلة الباسلة وتاريخ مقاومتنا الشعبية وعلى دربها و يسير مؤتمرنا القومي العربي حتى نحقق أهداف أمتنا العربية في مشروعها النهضوي  وبرنامجها السياسي والثقافي والفكري . وعشتم وعاش مؤتمركم القومي العربي  وأهلاً بكم  وسهلافي وطنكم السودان  وبين أهلكم االسودانيين .