المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
المؤتمر القومي العربي ينعي الرئيس أحمد بن بله
كان علماً بارزاً في تاريخ وطنه وأمته مسكوناً بهواجس المستقبل
نعت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بله في بيان صادر عنها وقد جاء في البيان:
فقدت الأمة العربية برحيل الرئيس الراحل أحمد بن بله رحمه الله قائداً تاريخياً ورمزاً كفاحياً وشخصية فذّة جسّد على مدى سنوات عمره المديد أحلام شعبه وأمته، فكان قائداً لكفاح الجزائريين البطولي من أجل الاستقلال، ورمزاً لتوق الأمة العربية وشعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى الحرية والعدالة والتنمية.
وبقدر ما كان الرئيس الراحل علماً بارزاً في تاريخ بلاده وأمته، كان أيضاً مسكوناً بمستقبل شعبه وأمته والعالم الثالث بأسره، وبقدر ما كانت العاطفة الثورية تحرّكه من أجل استقلال بلده على طريق الثورة، كان العقل العلمي في تحليل واقع الأمة وسائر الشعوب الحرّة محرّكه الدائم في خطبه ومحاضراته وكل المحافل العربية والدولية التي شارك فيها، الأمر الذي مكّنه من رئاسة أكبر منتدى اجتماعي اقتصادي في العالم شارك في دوراته عشرات الآلاف من أبرز المناضلين والباحثين والناشطين من كل أنحاء العالم.
وكما كان بن بله رمزاً لثورة الجزائر العظيمة وأحد منجزيها الذين نجحوا في إسقاط واحدة من أكبر الإمبراطوريات الاستعمارية في أواسط القرن الماضي، كان أيضاً أحد رموز حركة التحرر القومية والعالمية جنباً إلى جنب مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فاستحق قبل عامين ونيف جائزة جمال عبد الناصر التي يمنحها كل عامين مركز دراسات الوحدة العربية، وإن كانت ظروفه الصحية قد حالت دون تسلّمها في صيف عام 2008.
وإذا كان سجل بن بله النضالي حافلاً بالتضحية والصلابة والمبادرات الثورية التاريخية، فقد تجمعت في شخصيته شجاعة أصيلة، ومبدئية ناصعة، ورحابة نفسية مكّنته من التفوق على جراح كثيرة أصابته لأنه كان يتصرف أن مصير وطنه يتطلب منه تجاوزاً لهذه الجراح، وأن مصلحة أمته أكبر من كل الأحقاد والحزازات.
وحين شارك بن بلّه في دورة المؤتمر القومي العربي عام 1997 في الدار البيضاء، أعطت مشاركته دفعة قوية لأعمال المؤتمر على طريق التواصل العميق بين الماضي والحاضر والمستقبل.
إن المؤتمر القومي العربي إذ يتوجه بالعزاء الحار لعائلة الراحل الكبير ولشعب الجزائر وقواه الحيّة، وللأمة العربية بكل مكوناتها، يعاهد فقيد الجزائر والعروبة والإسلام إنه سيبقى وفياً للمبادئ التي حملها، وللثوابت التي دافع عنها، وللقضايا التي أفنى عمره في سبيلها.
التاريخ: 12/4/2012
|