المؤتمر القومي العربي
ARAB NATIONAL CONFERENCE
بيان حول تطورات الأزمة السورية
صادر عن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي
دخلت الأزمة السورية منعطفات خطيرة يتمثل بعضها بتصاعد المواجهات الدموية العنيفة من تفجيرات واشتباكات واغتيالات، فيما بعضها الآخر والأخطر يتمثل في تصاعد التهديدات الصهيونية والأمريكية بذرائع متعددة أبرزها الحديث عن أسلحة كيماوية وعن محاولات القيادة السورية تسليمها لحزب الله في تمهيد واضح لاستهداف عسكري لسوريا ولبنان في آن.
وإذ يجدّد المؤتمر القومي العربي، دعوته في مواجهة التطورات الداخلية الدامية، إلى إعلاء لغة الحوار على لغة الاحتراب، والشعار والهوية الوطنية على الشعار الطائفي، والحل الداخلي على الحل الخارجي، وعلى المصالحة الوطنية بدلاً من العنف والاقتتال، والتسوية التاريخية بدلاً من الإقصاء والاستئثار، وإذ يؤكد على ما طالب به سابقاً حول ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب العادلة في الحرية والكرامة والعدالة وإقامة نظامه الديمقراطي التعددي بإرادته الحرة، فإنه يحذّر في الوقت نفسه من أمور خمسة داهمة على المستوى الخارجي:
أولاً: استهداف وحدة الشعب السوري عبر تسعير طائفي ومذهبي حاد، وعبر ممارسات دموية تهدف إلى تعميق الشرخ بين مكونات المجتمع السوري التي كانت نموذجاً للوحدة الوطنية عبر التاريخ.
ثانياً: اشتداد الهجوم على الجيش السوري، واغتيال بعض قياداته وخبرائه المتخصصين في بناء قدراته النوعية، وهو أمر يذكّر أيضاً باستهداف الجيش العراقي عبر الحصار والعدوان، ثم عبر حلّه كأول قرار للحاكم الأمريكي في العراق بعد الاحتلال.
ثالثاً: تصاعد الحديث الإسرائيلي والأمريكي عن الأسلحة الكيماوية في سوريا بما يذكّر بسيناريو العدوان على العراق فاحتلاله وتدمير كل بناه وتمزيق وحدته، وضرب هويته.
رابعاً: التصريحات الأميركية الأخيرة التي تتحدث عن عمل ما ضد سوريا من خارج مجلس الأمن، وتسليح المعارضة، مما يزيد من اشتعال الحرب الداخلية.
خامساً: تعطيل أي مبادرة أو جهد سلمي متوازن لإخراج سوريا من النفق الدموي الذي تمر فيه، وإبقاء البلاد ساحة استنزاف لقدراتها، وإنهاكاً لمجتمعها، وإضعاف لدورها.
وفي هذا الإطار ترى الأمانة العامة للمؤتمر في قرارات وزراء الخارجية العرب وتوجهات بعضهم خلال اجتماعهم في قطر تصميماً على إسقاط مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان وضرب أي فرصة للحل السياسي في سوريا.
إن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي التي حذّرت منذ أوائل التسعينات مما كان يحاك للعراق من مكائد وساندته في وجه الحصار والعدوان والاحتلال، كما ساندت عبر المواقف والمبادرات لبنان المقاوم في وجه كل ما تعرّض له من عدوان واحتلال، وغزّة الصمود بوجه الحصار والاعتداءات الآثمة، تجدّد دعوتها اليوم لكل القوى الحيّة في الأمة والعالم إلى التحرك لإنقاذ سوريا من محنتها الدامية، وإلى مواجهة كل ما يحاك لمصيرها ومستقبلها ولشعبها وقواتها المسلحة من مخططات ومكائد صهيونية واستعمارية عبر إسقاط كل الذرائع والمبررات والدعوات الرامية إلى استدعاء تدخل استعماري – صهيوني بكل ما ينطوي عليه هذا التدخل من تصعيد دموي وتهديد للاستقلال والسيادة الوطنية وتمزيق لوحدة سوريا وتدمير لأمنها واستقرارها وتعطيل لموقعها ودورها الوطني والقومي، وأن الحل السلمي وتنفيذ مبادرة كوفي عنان كاملة يبقى هو المخرج الذي يجب التأكيد عليه والالتزام به.
التاريخ: 23/7/2012
|