بيان صادر عن المؤتمر القومي العربي
فيما الأنظار مشدودة إلى ساحات الوطن العربي التي تشهد ثورة شعبية عارمة، لاسيّما في ليبيا العزيزة حيث تغرق مدنها بالدماء التي يزهقها نظام الطغيان والاستبداد والفساد، فإن الوثبة الشعبية الرائعة التي تعمّ بغداد وكل مدن العراق وحواضره من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال تؤكد على جملة معان:
1. لقد سقطت اليوم كل مشاريع الاحتلال وأدواته بتمزيق المجتمع العراقي، أعراق وطوائف ومذاهب، في هذه الوثبة التي تشترك فيها كل مكونات المجتمع العراقي (من السليمانية إلى البصرة في الجنوب مروراً بالديوانية والناصرية والكوت والنجف وبابل وديالي والأنبار وصلاح الدين وكركوك والموصل، وتتمركز في العاصمة بغداد حيث تتلاقى الرصافة فيها مع الكرخ).
2. لقد كشف ملايين العراقيين الثائرين بمظاهراتهم عمق الصلة بين الاحتلال والفساد وبينها وبين الاستبداد والإقصاء، فلقد عرف العراقيون خلال ثماني سنوات أبشع الفساد بحيث باتت دولة العراق من أكثر دول العالم فساداً وهدراً.
3. إن محاصرة المتظاهرين للمنطقة الخضراء ومحاولتهم لاقتحامها هو تأكيد آخر على زيف تمثيل حكومة المنطقة الخضراء للشعب العراقي الأبي الحر، وأن دعوات رئيس هذه "الحكومة" وأعوانه لعدم التظاهر لم تلق أي تجاوب من الشعب العراقي الذي أصرّ على التظاهر.
4. إن إطلاق النار في الموصل والأنبار والسليمانية وبعض مدن الوسط والجنوب الذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من المواطنين العراقيين يكشف الإدعاءات الديمقراطية لحكومة الاحتلال، كما سماها المتظاهرون، وهو ما يحملها مسؤولية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.إننا إذ نحيّي ثوار العراق وفي مقدمها الشباب ندعو كل القوى الحيّة في الأمة والعالم للتحرك انتصاراً لشعب العراق، ومعه كل الجماهير الثائرة، لاسيّما في ليبيا واليمن والبحرين وتونس ومصر، فإننا ندعو كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية في العراق إلى رصّ صفوفها وتنظيم قواها بهدف تحقيق كل المطالب التي يرفعها الثوار في كل أنحاء العراق.قبل ثماني سنوات أراد الاحتلال أن يقسّم العراقيين عرباً وكرداً وتركماناً، مسيحيين ومسلمين وصائبة، شيعة وسنّة، وها هو العراق بكل أبناءه يقف شامخاً موحداً مسقطاً كل تلك المشاريع والمؤامرات والمخططات.
التاريخ: 25/2/2011
|