بيان صادر عن المؤتمر القومي العربي حول الثورة الشعبية في مصر
يحيي المؤتمر القومي العربي شعب مصر على ثورته التي قدمت للأمة العربية وللعالم أجمع نموذجاً حضارياً راقياً للثورة الشعبية السلمية، مؤكداً على جملة معاني وإيحاءات أبرزتها هذه الثورة العظيمة:
أولاً: إن أحد الأسباب الرئيسية للوضع العربي المتردي وشلل النظام الإقليمي العربي كان انكفاء، ثم غياب، دور مصر الذي لم يكن ممكناً لأي نظام عربي آخر أو حتى مجموعة أنظمة عربية أخرى أن تحل محله، ولذلك فإن عودة الدور الإقليمي العربي لمصر يشكل انطلاقة لنهضة عربية جديدة، وفي هذا الإطار لا بد أن نسجل ما يلي:
- لقد كان لثورة تونس دور لا يجب التقليل من أهميته في إشعال شرارة ثورة مصر.- لقد كان للوحدة الوطنية في ثورة الشعب المصري دور هام في نجاح تلك الثورة.- لقد كان لشباب مصر ولآليات التواصل والتعبئة الحديثة التي استخدموها، وللشجاعة والعزيمة اللتين أبدوهما دور ريادي في إشعال الثورة كما في انتصارها.
- لقد كان لموقف الجيش المصري من ثورة شعبه، ورفضه قمع المتظاهرين دور هام في نجاح الثورة وسلميتها، والمطلوب أن يبقى في المرحلة الانتقالية جيشاً يحقق في أسرع وقت ممكن الانتقال السلمي والسريع للسلطة إلى الشعب، وأن يبقى جيشاً لحماية أمن مصر وأن يتجنب إغراءات السلطة، وأن يسعى لتنفيذ المطالب الشعبية بأسرع وقت ممكن.
ثانياً: إن الأنظمة العربية، التي لا تزال تحكم شعوبها بسلطات مطلقة وبغياب الحريات الأساسية، مطالبه بالإسراع بخطوات فعلية وأساسية وسريعة للتحول السريع إلى أنظمة ديمقراطية، وأن تتحول جميعها إلى أنظمة دستورية تكون شعوبها مصدر السلطات فيها، وأن تسعى لتجنيب شعوبها مرحلة الولادة العسيرة والمكلفة لتحولها إلى أنظمة ديمقراطية.
ثالثاً: إن التداعيات العربية والإقليمية لثورة مصر ستكون واسعة، وستكون البداية لاستعادة مصر لدورها القيادي العربي، وإعادة التوازن إلى النظام الإقليمي العربي لما سيكون لها من تأثيرات عميقة على الوضع الإقليمي والدولي، بما في ذلك التأثير على مستقبل القضية الفلسطينية، وعلى نهوض المشروع العربي القومي الكفيل بسد الفراغ القائم حالياً في الواقع العربي بعد غياب دور مصر الإقليمي، والقادر على إقامة توازن وتكامل وتكافؤ واحترام متبادل مع القوى الإقليمية التي ترتبط معنا بوشائج حضارية وبمصائر ومصالح مشتركة.
رابعاً: إننا على ثقة بأن الشعب العربي في مصر حين تتاح له فرص التعبير الحر عن خياراته الحقيقية، وفرص المشاركة الحقيقية في القرارات المصيرية، فإن مواقفه من القضية الفلسطينية ومعاهدات التفريط بالحقوق العربية كمعاهدة كمب دايفيد، بالإضافة إلى القضايا القومية الأخرى ستكون شديدة الوضوح، وقد عبّر عنها المصريون خلال العقود الماضية لاسيّما في مجال رفض التطبيع مع العدو الصهيوني ومناهضة حصار غزّة، ورفض تهويد القدس والحرب على العراق والعدوان على لبنان.
خامساً: إن ما حصل في مصر فيه درس لبعض "النخب" السياسية والثقافية والإعلامية العربية المتواطئة مع أنظمتها القمعية ضد شعوبها، والعنوان الأول لهذا الدرس هو أن المستقبل للشعوب وقضاياها، وأن الإيمان بها هو الطريق الأسلم، وطنياً وعملياً، مهما طال زمن الظلم.
سادساً: إن أجهزة القمع العربية يجب أن تأخذ وستأخذ درساً مما حصل في مصر وتونس، وما انتهت إليه تلك الأجهزة شعبياً ورسمياً، وأن على قوات الشرطة والأمن أن تلتزم بروح القانون لتجنب يوم الحساب.
سابعاً: أن تتحمل الأمة العربية بكل مواقعها، مسؤولياتها الكاملة في دعم مصر واقتصادها واحتياجاتها الاجتماعية المتزايدة ومساعدتها في الإيفاء بديونها انطلاقاً من مبدأ موارد العرب لكل العرب، وإسقاطاً لأي ذريعة تبرر ارتهان مصر للسياسات الأمريكية بحاجتها إلى المساعدات الاقتصادية.
التاريخ: 12/2/2011
|