www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
جدول المشاركين 32
جدول المشاركين 33
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
الثاني والثلاثون 2023
الثالث والثلاثون 2024
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
التجدد الحضاري 33 ((التجدد الحضاري 33))

التوزيع: محدود

الرقم: م ق ع 33/وثائق 11

التاريخ: 31/5/2024

المؤتمر الثالث والثلاثون

31 أيار/مايو - 1 و 2 حزيران/يونيو 2024

بيروت - لبنان

 

"الوطن العربي بين الأصالة والتجدد الحضاري والتغريب.. المؤشرات والتحديات في ظل متغيرات "طوفان الأقصى""**

 

أ. عبد القادر بن قرينه *

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي

** لا تعبر هذه الورقة بالضرورة عن رأي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الوطن العربي بين الأصالة والتجدد الحضاري والتغريب

المؤشرات والتحديات في ظل متغيرات "طوفان الأقصى"

 

مقدمات

حين عبر مالك بن نبي عن التصحر الحضاري كان يحفز الاجيال الى التجديد المستمر والاجتهاد من اجل البقاء القوي الرافض للاستعمار بالتحرر من القابلية للاستعمار لان الأرض الخضراء تموت على يد الصحراء ان لم تجد من ينقذها من ماساة التصحر المؤدية الى الزوال والاختفاء (1)

وان الأمة العربية لم تعد أمام ترف الاختيار بين ممكنات عديدة، إنها أمام خيارين، لاثالث لهما: إما أن تنهض وتتقدم وتنفض عنها حالة التأخر والتقهقر، وإما ستزيد عروتها تفككا ونسيجها تمزقا، وفكرتها العربية الجامعة اندثارا ، إن النهضة اليوم أكثر من خيار؛ هي فريضة وجودية، ودون القيام بها سقوط وانحلال (2)

الوطن العربي  هو ارضنا الخضراء وهو وعاء امتنا العربية وعنوان لكم وكيف حضاري، ومضامين قيمية متجددة وباعثة للنهضة ، وساحة التدافع حضاري عبر القرون لانه مهد الرسالات الدينية ومستودع الثروات الكبرى على وجه الأرض، والوطن العربي روافد مستمرة شكلت قلب الحضاره وملتقى اول العمران البشري، يلتقي مع الشرق بكل مكنوناته ويلتقي مع الغرب بكل تحولاته ،  ويطل على افريقيا ويشارك بمهاجريه كل الانسانيه ، ولذلك يشكل بترابه ، وانسانه ، وزمنه ، وعلاقاته ،  وفكرته الدينيه ؛ اطراف المعادله الحضاريه التي وضعها فلاسفه العالم  لقياس الحضارات .

والوطن العربي  يتمسك باصالته التي هي جوهر الموروث العربي  بخصائص شعوبه الطبيعية ذات السمات الحضارية والأنتروبولوجية الخاصة التي تتميز بها عن هويات الشعوب الأخرى (3)  .

وهي ايضا تلك القيم التي بني بها الانسان العربي ، وتراكمت فيها أفكار ومنتجات مختلف الحضارات، وتفاعلت تلك القيم بمحيطها شرقا وغربا شمالا وجنوبا ، فكونت الاصالة من كعبة مكة الى بيت المقدس ، ومن اهرامات مصر الى حدائق بابل ، ومن مضيق جبل طارق الى باب المندب ن ومن سد مارب الى ابراج الامارات ، فكانت تلك الاصاله محركا استمر للتجدد الحضاري الذي انتقل عبر القرون في هذا الحوض الكبير المسمى بالوطن العربي ثم انتقلت تلك الحضاره لتفتح الافاق حينما قويت بقيم الإسلام  ، وانكمشت تلك الحضاره امام اختلال ميزان قوتها احيانا اخرى .

وحين التقت بالغرب حيث كان اللقاء و التواصل ايجابيا على الانسانيه قرونا بقيم التبشير وقبول الاخر ولكنه ايضا كان ارتدادا سلبيا وانعكاسا لروح الانتقام وروح التسلط الغربي احيانا حيث ولد الاستشراق ثم ولد التغريب الذي كان هذا الوطن العربي  حقلا له زمنا طويلا اين نشر فيه مذهبا فكريا ومظاهر حياه حال انبهار المجتمع العربي بقوة الغرب و تطوره ، وتسلل التغريب تحت عناوين الانفتاح ليفرض نمطا حضاريا يصبغ حياه الناس بانماط استهلاك لكل المنتج المستورد مما كبح جماح الوطن العربي عن الفاعلية الحضارية المعاصرة بما يحمي المكتسب القومي وهو يتفاعل مع الاخر كما حدث في اليابان مثلا.

وبين دوافع الأصالة المقاومة لهذا  التغريب السلبي وبين ضرورات الانفتاح العالمي  كانت مراوحه الوطن الذي صدمته مدنية الغرب ، رغم انه انتج في بعض من الاحيان صدمات مقاومه وصدمات تحرر وانبعاث بثوراته التحررية ومحاولات تجاوز التفكك في وحدته الكلية او التماسك داخل الاقطار حين استهدف بنعرات التفكيك و قصور الاستقلال في ابعاده التنموية والسياسية جراء شدة تيار الاستلاب و محاولات الهيمنة العنيفة التي مورست ولا تزال الى راهن الحرب على غزه منعا للقومه العربية التي جاءت احدى فرصها الان ، وكان صاعقها طوفان الاقصى وحقلها ساحة عالمية منتفضة تجاوزت موقع  الهامش نحو مركز اعاده التاثير والقدرة على الانبعاث والتجدد لولا ترهل القوى المتمسكة بمفاصل الامة و الذين فزعوا من الصدمة التجديدية خوفا من شعوبهم  واخلدوا الى الأرض .

صدمة طوفان الأقصى

طوفان الأقصى هي صورة من صور صدمات الانعاش التي انطلق معها التجديد الذي  لا يمثل انقلابا لحظيا وانما تراكم مكونات حضارية تفجره الصدمة ، من خلال استغلال لحظة الوعي بترهل العدو والتحريك لكوامن القوة في الامة كلها ، وفرض المراجعات على السلط ، ودفع النخب الى تحمل مسؤولياتها ، ورفض السردية المضللة ، ولجم جيوش النفاق عن تكريس الانهزام  والتطبيع كأمر واقع ، وتوحيد الصف المقاوم ،  واطلاق معركة التحرير للإنسان قبل الأرض .

عندما انطلقت عملية طوفان الأقصى كانت منطقة الوطن العربي تتأرج في منعرجات الاستلاب والتخدير والتطبيع والخنوع فلذلك شكل طوفان الاقصى متغيرا حقيقيا خلال هذه العقود المتقدمه من القرن الواحد والعشرين.

ولم يات طوفان الاقصى من فراغ وانما أتى من :

·         تراكم مجموعه من المتناقضات في الصراع العربي الاسرائيلي

·         زيادة الهيمنه الغربيه على منطقة الشرق الاوسط وخصوصا الوطن العربي  

·         تطور نوعي في المقاومه الفلسطينيه والتقارب بين مكوناتها .

·         توسع  حالة تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني

·         ترهل السلطه الفلسطينية وتفكك عوامل قوتها ومصادرة العدو لقرارها

·         زياده منسوب الوعي في الشعب الفلسطيني.

·         إصرار النخب المقاومه في الوطن العربي على التحرير والانتصار.

·         التحول في القوى الوطنية نحو الحالات الشعبيه خلال السنوات الاخيرة

·         زيادة منسوب احتضان الشعوب العربيه المسلمه للمقاومه خصوصا و للقضيه الفلسطينيه عموما

بل تراكمت التحديات امام المقاومه سواء من جهه الخصوم او الأعداء؛ فمستوى الخصوم احدث حاله من الخذلان العربي للمقاومه الفلسطينيه وللقضيه الفلسطينيه لم يسبق له نظير وكان اهم تجليات هذا الخذلان هو :

- التطبيع الذي اصبح حاله من الهروله العربيه باتجاه العدو الصهيوني و باتجاه الرضوخ للاكراهات الامريكيه منذ اطلاق مشروع صفقه القرن ،  وهذه الهرولة كادت ان تحول التطبيع الى امر واقع مفروض على الامه حيث اصبح مشروع التطبيع المتعدد الاشكال ترجمة للتطبيع السياسي بما يصدق فيه قول الله عز وجل : " فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ امر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين " المائدة 52

فجاء الفتح بطوفان الأقصى للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ولن لا نزال نرى الذين في قلوبهم مرض يصرون على الاثم السياسي ويجاهرون بالاستمرار في ولاءات ومواقف لا تعكس مواقف الشعب ولا تخدم حتى مصالحهم وعندما تتجاوزهم الاحداث سنراهم نادمين على تضييع الفرصة الاستراتيجية على شعوبهم والأمة العربية كلها

وفي الواجهة الاخرى كان عاملا :

- التهويد : بموازاة التطبيع ايضا وجدت حاله التهويد لفلسطين والتي كان ختامها رفع نتنياهو خارطة فلسطين تحت مسمى اسرائيل في الامم المتحده ليجدد  بطريقته مقاربة جابوتنسكي وتصريح غولدامايير قبل نصف قرن حين قالت : "لا وجود لشيء اسمه الشعب الفلسطيني".  (4)  وهذا الالغاء للوجود الفلسطيني لم يكن ليمر دون رد فعل يعيد للقضيه الفلسطينيه بريقها ويضع نضالها موضع تجدد تتوسع اثاره  في الامه كلها.

- تطور حاله العداوه والهيمنه الامريكيه بشكل نوعي ضد المنطقه منذ بدايه الربيع العربي بالسيطره المتتاليه على مراكز الاقتصاد و الطاقه والتدخل في القرار السياسي خصوصا في دول الخليج  مما تطلب تحركا يعيد ترتيب الأوراق انطلاقا من مصالح وقيم الوطن العربي و من زاويه رفض الاكراهات التي يفرضها العدو المجاهر بالعداوه ويمليها على اوليائه وحلفائه ويستفيد منها حتى من كنا نظنهم اصدقاء الامه العربيه وهم لم يكونوا اصدقاء الا لضمان مصالحهم الخاصه ولا يتحملون تكاليف الأدوار الاستراتيجية لصالح الوطن العربي.

وكما تبرز تحديات كبيره في رسم معالم التجديد الحضاري عموما تبدو مؤشرات عديده لهذا التجدد الحضاري مقترنه

ان معركه طوفان الاقصى وضعتنا امام حالة الثوره الحقيقيه في القيم والمفاهيم والعلاقات تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، ومقاومته، وباتجاه الامه العربيه كلها بل ويتجاوز الامه العربيه الى الامه الاسلاميه والى حاله  التحرر العالمي من قيود الهيمنه الامريكيه وتوحشها الذي اثقل كاهل الانسان عموما و كاهل المستضعفين  خصوصا.

وقد تحقق هذه الحالة الثورية بداية التجدد الحضاري في الوطن العربي  لكن يجب الوعي بانه تكتنفه العديد من الجواذب المتناقضة تضعنا امام تساؤلات تفصيلية  مهمه تمس مجالات الإنتاج والاستهلاك  المادية والمعنوية السلوكية والقيمية ؛ هذه التجاذبات خصوصا بين الاصاله والتغريب كعوامل مؤثره في حركية التجدد والتغيير اي بين طرفي تشدد هما القيم التي تمثلها الأصالة كثقافة تدافع عن تراثها و القيم التي يفرضها التغريب بموروثه الاستعماري وهيمنته الراهنة على المنظومات المؤثرة في التحولات الكبرى  .

والخطير في هذا التجاذب بين مكونات الاصالة مقابل جواذب وتاثيرات مكونات التغريب الوافده هو نزعات عنيفه تتصارع على التاثير في توجه  المجتمعات، عبر السلط ، وعبر النخب ؛ حيث تدار عمليات التغيير باشكال و أودوات أودت بالمكتسبات الحضارية وحرفت الموروث العقدي والتراثي عن ادواره الحضارية مثلما انحرفت بالانفتاح على الحضارة المعاصرة نحو معارك صفرية جعلت العوامل الإيجابية في حضارة الغرب تردم تحت ركام العنف والحروب والتدمير ونهب الثروة وزيادة منسوب التخلف في كل بقعة تمكنت منها قوى التغريب او وكلاؤها في جغرافيا الوطن العربي كله .

لكن هذا التشدد والعنف لا يعكس عمق الحضارتين بقدر ما هو اختلال ناتج عن مشهد جبل الجليد حيث سيطر التطرف  اليميني على الغرب وانتج الإرهاب في العالم ليبرر معاركه كالشجرة التي غطت الغابة  مما يفرض دائما الغوص في أعماق قيم الحضارة العربية والحضارة الغربية لنجد المشترك الإنساني القادر على تيسير التواصل الحضاري الذي يمكن معه التجديد في منظور البناء لا الهدم لان الحوالك من الظلمات تسبق انوار الاشراق واشارات التحول الحضاري أصبحت كثيرة ومنها إشارات التغيير والتجدد في وطننا العربي بعد ليل الاستعمار وفجر الاستبداد الكاذب و من حيث تفجر طوفان الأقصى تنفجر مؤشرات التجديد .

مؤشرات التجدد الحضاري في الامة

ان التجدد الحضاري مرتبط بالدورة الحضارية التي تحدث حتما بالتدافع كما حدثت خلال القرون السالفة ، ونحن اليوم على أبواب هذا التحول  الذي سيكون للوطن العربي موقعه فيه ليس بمعنى السيادة الحضارية ولكن بمعنى النهوض من الكبوة الحضارية الكبرى .

وحينما نتابع التحولات الكبرى  نستطيع قراءة الذات والمحيط المباشر لنا والمؤثرات الكبرى في الصيرورة الحضارية ، ويمكننا المراهنة على وجود الفرصة الحضارية للامة العربية من خلال تغير موازين القوة والنفوذ الدولية والإقليمية  وتلمس المؤشرات المساعدة في الذات القومية أيضا عبر  مجموعة محاور مثل :

المؤشر الاقتصادي من يتحدث عن الجانب الاقتصادي كمؤشر في التجدد والنهوض الحضاري يمكننا ان ننظر الى التحول الاقتصادي الواضح في العالم العربي خصوصا على مستوى الامن الغذائي للعديد من الدول التي طورت صناعاتها التحويليه وامنت الجانب الغذائي لشعوبها امام التهديدات التي عاشتها اقتصاديات الوطن العربي خلال العقود المتاخره اين كانت الهيمنه الخارجيه على الاقتصاد واحده من عوامل استيلاب سياده القرار الوطني في عموم الوطن العربي ، ولعل الانفتاح العربي على اكثر من شريك مؤشر اقتصادي مهم عوامل بعد على النهوض والتجدد الحضاري في الوطن العربي في هذا البعد الاقتصادي.

ولا تزال المجموعات الاقتصاديه في الوطن العربي مستمره ولو بالحد الادنى رغم الانشقاقات والتصدعات المختلفه لكنها يمكن ان تكون منصات انطلاق الاقتصاديات مستقبليه في هذا التجدد ، وقد كانت ازمة الغاز واثاره التي صاحبت شدة الطلب الاخيره في العالم اشاره هامه للدور الذي يمكن ان تلعبه هذه الطاقة في التموقع الحضاري المستقبلي للوطن العربي والذي سيستكمل دوره  بالتوجه العالمي نحو الطاقات المتجدده التي يحوز الوطن العربي المساحات الشاسعه لها حيث ستبقى مركزيه الوطن العربي في مجال الطاقه عقودا اخرى حاضره ومؤثره على كثير من التحولات السياسيه والمجتمعيه في العالم بأكمله .

المؤشر السياسي اما على مستوى المؤشر السياسي فاننا لا نزال نعيش تداعيات الربيع العربي او الرد الاهتزازات الارتداديه لزلزال حيث ظهر الدور الكبير للشعوب في صناعه التغيير غض النظر عن طبيعه الثورات والثورات المضاد فهذه انبعاثات الشعبيه قطاعه ان تغير الامر الواقع الذي فرضه الاستبداد نصف القرن الاخير الوطنيه ازالته الشعوب وانتفاضاتها لحاله الاستبداد والمطالبه التطور الديمقراطي والتحول والانتقال الديمقراطي في الوطن العربي بالتاكيد العنف مؤشرا مزعجا الحاله السياسيه العربيه عموما ولكننا لا نستطيع حبس هذه الحاله السياسيه في منظومات العنف التي اديرت باجندات خارجيه من اجل الفوضى المنظمه على مختلف اقطار الامه العربيه وصنعت فيها توترات افقدت الشعوبه حصائل وعقابيل  انتفاضاتها الشعبيه الكبيره ولقد القرار السياسي في الوطن العربي رغم انه لم يتحرر من ضغوطات خارجيه متعدده تحرر النسبي مساعد على واقف سياسيه اقبلي القريب ولقد وضح امام مختلف التيارات الايديولوجيه ملحه حمايه المكسب الوطني تفريق بين الدوله والسلطه صوره بناء ديمقراطيه تشاركيه تستوعب الجميع وتنهي حالات التضاد ال الصفري والاقصاء الذي فرض نفسه في مختلف الساحات مختلفي الساحات الايديولوجيه في الوطن العربي سنوات وعقود ماضيه

مؤشر التحول المجتمعي :المجتمع العربي باجياله الجديد التي لا تزال مؤمنة بالاسرة وترتبط باصولها تتطور علاقاتها بقوة نحو  تجديد انسجام المجتمع العربي وتقبل الاختلاف والتعامل وفق قبول الاخر بعد سنوات طويله من ظهور الاثنيات والعرقيات المختلفه والصراعات البينيه على اساس اللغه والدين والعرق ما انتج حالات من الضعف ادرك اصحابها ان حمايه الدوله القطريه والدوله الوطنيه والوحده القوميه ضروره ملحه لحمايه المستقبل وحمايه الامن القومي ومنع هدر الثروات واستنزافها من طرف القوى المهيمنه على الحاله او على المفاصل الاساسيه في المجتمع العربي وهذا التقارب المجتمعي انما صاحبته حاله من النخبويه التي ظهرت في المجتمع في حاله التطور العلمي والثقافي في مختلف مكونات المنظومه المجتمعيه في الوطن العربي باتت تفرض نفسها وبات الشباب المثقف يعالج قضايا المجتمع من زوايا علميه عقلانيه ثقافيه اعمق من الحالات التي فرضت عليه خلال العقود الخمسه المتاخره من عمري الوطن العربي بل ان المراه اصبح لها ادوار هامه فرضتها بالتاكيد مجموعه القوانين الدوليه ولكنها وجدت تجاوبا داخل المجتمع الذي تحرر من اسر الذهنيات والتقاليد الباليه واعطى للمراه فرصه المشاركه السياسيه والاقتصاديه والعلميه والمجتمعيه على اكثر من مستوى مما يجعل مجتمعاتنا قادره على التجدد الحضاري في بعده الاجتماعي بحوامل وروافع ثابته متمكنه من العلم ومن التطور الرقمي الحاصل في العالم

مؤشر وعي الشعوب فالشعوب قوى حاضره ومؤثره وزالت من ساحات الوطن العربي اللامبالاه استقال جراءها الشعب العربي الحضاريه عقودا من الزمن ثروات الربيع العربي جديدا صحيح تكلفته كبيره باهضه ولكنه حرر الشعوب من حالات الاستقاله الطوعيه والياس الحضاري الذي فرض عليها بعد مرحله الاستعمار سنوات وعقودا من الزمن فشعوب اليوم لم تعد شعوب تقبع على الهوامش بل اصبحت شعوب مستعده لتقديم التضحيات الكبيره قيامها الحضريه ومبادئها الاساسيه وثوابتها الوطنيه والامميه ولعل الطوفان الاقصى اليوم يعطينا صوره واضحه لحاله الثبات الشعبي في غزه وتحمل الشعب لفاطوره المعركه جنبا الى جنب مع مقاومته التي يحتضنها رغم شده الدمار وينفي عن الحاله الفلسطينيه التي هي رمز للحاله العربيه اليوم ينفي عنها حاله الهجران التي شهدتها بدايات الاستعمار عندما فرض على الشعب العربي عمليه التهجير واستجاب ذلك الشعب لحاله التهجير التي افقدتنا دولا مقدسات عقود من الزمن تقترب اليوم من 100 سنه بل ان الشعوب لها نفسيه رافضه المشاريع الوهميه الحزبيه الفضفاضه حيث هذه الشعوب في كل المتاجرين بها وهذا تطور نوعي يمكن ان يؤشر التوكل على دور شعبي قادم في التجديد الحضاري المامول في الوطن العربي ويمكن القول ايضا شركه الاعلاميه ويمكن اليوم ان نتحدث عن اعلام المواطن واعلام الهاتف واعلام الشعوب التي اصبح يحمل اعلامه في جيبه ويتجاوب مع قضايا امته احضيا ويشارك في الفعل ورد الفعل ويساهم في انضاج الافكار المختلفه بل ويتصدى للاختراقات الكثيره التي مستها لا تزال تمس المجتمعات والشعوب في الوطن العربي جراءها شاشه السلط المترهله ولم تمنع لحد الان حالات الاختراق المنهجه لاعداء الامه لهذه الامه ولشعوبها ومجتمعاتها

مؤشر تغيرات السلط : فالسلط اليوم تشهد تطورا  غير تقليدي بغض النظر عن الاختلاف مع مضامينها او الاتفاق فعندما نلحظ اختلاف صله الخليج تجاه المنظومات التقليديه والبحث عن تطوير الحكم مجتمع علاقته بالمحيط الاقليمي والدولي حاله الاعمار المستمر مصر مثلا وعندما حاله التوافق بين سوريا والعراق وعندما حاله المشاركه الايجابيه الامه جزائر هديه الموقف تجاه فلسطين بعد الحراك الشعبي وعندما نشاهد الاحترام المتجدد القوى الدوليه لكثير من السلط العربي غير عاديه الثروه المواطن جديده التطور النسبي في الديمقراطيات العربيه كل ذلك الى نوع من التغير في الشنط في حد ذاتها عمل تغيير على المستوى الحضاري يقصي مكونين وطن والامه نظن بان التجديد الحضاري سيكون بدون اتجاه عام نحو التجدد وليس الصراع بين السلط والشعوب او بين في حد ذاته بل اننا حالات التلاحم عسكري المنظومه العربيه مؤذن بتغيرات ايجابيه في السلط تجاهها المشروع الحضاري الكبير رغم ما يكون من اختلافات وسقطت هذا لا يعني ان السلطه اخرى ضعيفه في هذا الاداء قبلت ان تبقى رهينه العدو الصهيوني كما هو حادث اليوم في بقايا التطبيع مع الكيان الاسرائي وهذه السلط اذا طرقا جديده للتخلص التبدد اذا لم تتجدد والاندثار اذا اوعزه الابتكار

مؤشر تحسن العلاقات البينيه :  فالعلاقات البينيه تشهد تطورات ايجابيه حيث نلاحظ هذه العلاقات بين المكونات المختلفه و حتى المتناقضه التي امنت بالقواسم المشتركه بل ان العلاقات البينيه طورتها السلط في حد ذاتها والدول باتجاه يقرب مجموعه من المصالح لتاخذ هذه العلاقات البينيه طريقا جديدا في المؤسسات الرسميه و المجتمع المدني وتلتقي في قواسم مشتركه على مستويات دوليه ايضا مثل المنظمات والمنظمات الاقليميه ، صحيح ان هناك بعض الشذوذ الدول لكنها لا تؤثر على ذلك المؤشر العام ينبه هناك من اعاده الادراك لضروره هذه العلاقات البينيه بعد خذلان حقيقي من القوى الاجنبيه الصديقة لمختلف الدول التي كانت حليفه لها خصوصا امام الازمات الكبرى في حروب وفي اوبئه وفي الانظمه الحاكمه في الدول الكبرى بل ان هذه العلاقات البينيه تتطور لصالح الشعوب التي تتماهى مع بعضها وتتحمل البعض وقد كانت حالات كثيره من من العدوى الايجابيه وانتقال حاله التغيير والتفكير والتحمل الهموم المشتركه طوفان الاقصى نموذج اليوم لهذه العلاقات البينيه الايجابيه التفاف مقاومه متوزعه الاقطار من اليمن الى لبنان الى سوريا الى العراق مع المقاومه الفلسطينيه والتفاف مجموعه من الشعوب ومنظمات المجتمع المدني على اختلاف مواقعها والجيولوجيتها مع المقاومه وتحمل مسؤوليه طوفان الاقصى

مؤشر المقاومه فالمقاومه اليوم شرف للامه باكملها وعنوان على من عناوين اعاده التجدد والنهوض الحضاري في الامه بذاتها كنا نرقب قبل مده قليله عن المقاومه من تهمه الارهاب مجالا واسعا للمفكرين والاعلاميين والمثقفين وحتى بعض الرسميين والاحزاب والمنظمات المختلفه اصبحت المقاومه تفرض نفسها كخيار في التجدد الحضاري باكمله اصبحت المقاومه شرف واصبحت المقاومه حق واصبحت المقاومه مشروعا امميا تحمله الشعوب في هتافاتها وملاعبها ومساجدها وبرلماناتها ومجلاتها ومطبوعاتها ومقالاتها ومنشوراتها واحاديثها الخاصه وتعبيرات شوارعها الى غير ذلك .

وهنا يجب الانتباه  الى ان المقاومه وصلت الى هذا المستوى بمجموعه عوامل مثل وحده المقاومه و الاستعداد وجاهزية  المقاومه وخوض المقاومه لحاله الحرب و تضحيات المقاومه و التفاف الشعب وثقه الشعب في هذه المقاومه و قدره المقاومه على الصمود الطويل و على خلط اوراق المنطقه باكملها و قدره المقاومه ايضا على اداره العمليه التفاوضيه في نفس وقت اداره العمليه العسكريه وان هذه المقاومه لم تحرج لا اصدقائها ولا حلفائها بل احرجت خصومها وان هذه المقاومه خاضت هذه المعركه تحت عنوان كبير وهو طوفان الاقصى بمعنى اخراج العمليه العسكريه والتجديديه في المقاومه من حالتها الحزبيه الى حاله امميه يرمز اليها المسجد الاقصى مما جعل الشعوب والقوى الحية تلتف حولها ومما جعلها الامر اكبر في الذهن العام بالنسبه للامه وبالنسبه للانسانيه باكملها

مؤشر الشباب فالشباب اليوم هو عنوان على المستقبل والتفاف الشباب حول التخلص من الارتهان القديم يؤشر الى امكانيه ان يلعب هذا الشباب دورا رئيسا في تجديد حضاري تقوده الرقمنه وتقوده ثوره الالكترون وتقوده طموحات الشباب الكبيره والمعبئه في نفس الوقت بتفاصيل ومضامين الفكره القوميه والروح الوطنيه في الامه العربيه باكمله شباب جيل جديد خفيف او مخفف من اثقال الماضي وصراعاته واختلافاته ولذلك اصبح الشباب اقدر على حل مشكلات الاختلاف واقدر على اداره عمليه المبادره واقدر على المشاركه الكبيره في فعاليات التي لا يستطيع الجيل الماضي ان يقوم بها بقدر ما يساهم في توجيهها او تذكيري بها والشباب اليوم شباب طموح ولكنه غير متنكر للماضي وشباب طموح غير متنكبين جيل الذي سبقه ولهذا سيكون هذا الشباب مملوء ومشحون بالعلاقه العقديه مع الوطن العربي وهو يسعى لاداره هذا التجدد الحضري فعزيمه الشباب اليوم ليست فارغه او حماسيه فقط وانما هي عزيمه واعيه لانها تعاصر تحولات كبرى سرعت في منسوب الوعي لدى الشباب بقضايا امته بل هو شباب اليوم يحرص على استرداد ا