www.arabnc.org
   
الصفحة الرئيسة
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
المشاركون في الدورة ا
المشاركون في الدورة ا
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول الأعضاء المشاركي
جدول المشاركين 30
جدول المشاركين 31
جدول المشاركين 32
جدول المشاركين 33
الأول 1990
الثاني 1991
الثالث 1992
الرابع 1993
الخامس 1994
السادس 1996
السابع 1997
الثامن 1998
التاسع 1999
العاشر 2000
الحادي عشر 2001
الثاني عشر 2002
الدورة الطارئة 2002
الرابع عشر 2003
الخامس عشر 2004
السادس عشر 2005
السابع عشر 2006
الثامن عشر 2007
التاسع عشر 2008
العشرون 2009
الواحد والعشرون 2010
الثاني والعشرون 2011
الثالث والعشرين 2012
الرابع والعشرون 2013
الخامس والعشرون 2014
السادس والعشرون 2015
السابع والعشرون 2016
الثامن والعشرون 2017
التاسع والعشرون 2018
الثلاثون 2019
الواحد والثلاثون 2022
الثاني والثلاثون 2023
الثالث والثلاثون 2024
القائمة البريدية
بحث
تصغير الخط تكبير الخط 
الولايات المتحدة 33 ((الولايات المتحدة 33))

التوزيع: محدود

الرقم: م ق ع 33/وثائق 5

التاريخ: 31/5/2024

المؤتمر الثالث والثلاثون

31 أيار/مايو - 1 و 2 حزيران/يونيو 2024

بيروت - لبنان

 

"الولايات المتحدة وطوفان الأقصى"**

د. كمال الطويل (فلسطين/أمريكا)*

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي سابقاً

** لا تعبر هذه الورقة بالضرورة عن رأي الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي.

 

الولايات المتحدة وطوفان الأقصى

 

د. كمال الطويل (فلسطين/أمريكا)

توطئة:

الناظر لحال الولايات المتحدة مع بداية العشرية الثالثة للواحد والعشرين، والمتزامنة مع تفشي وباء الكورونا، في عديد المستويات، الداخلي منها والقاري، لابد قد لمس تراجعاً نسبياً في علاقات وموازين القوة بينها وبين الخصوم، الإقليميين منهم والكونيين.

 دواعي ذلك التراجع عدّة:

1.       شرخ داخلي يتعمّق باضطراد حول أمّهات مسائل، كمثالي: الهيمنة الكونية الشاملة لقاء الانكماش المصحوب بقوة انتشار انتقائية؛ والمحافَظة الاجتماعية، مشبوبة ً بتديّن ثاوٍ، في قضايا الإجهاض والجندر والتعليم قبالة التحلّل من نواميسها.

2.       صعودٍ عسير الفرملة لقوىً تحت كونية - فوق اقليمية، صاعدةٍ وغير مستعدة للتبعية أو التدجين، وفي الرأس منها الصين.

3.       سلّة من قوىً اقليمية مقاومة أو استقلالية أو متنائية، كما في حالات ايران وتركيا والبرازيل.

4.       بل وابتزازها من قِبل بعض الحلفاء المزمنين، في الخليج مثلاً، بوشائج مستجدة وسريعة التصاعد مع من اختارتهما خصميها لدودين: روسيا والصين. 

في المقابل, وبمعايير القوة الكلّيانية الشاملة فما زالت الولايات المتحدة القوة الأعظم في العالم, لكن كعوب أخيلها هي حين ذهابها الى مواجهات بؤرية, إقليمية أو محلية الطابع, فتسقط في شباك حدود القوة ومن ثم فوز المنازِل.

كان في الخلفية انتزاع اليمين، الشعبوي/القومي، الجديد سدّة الرئاسة في سباق ٢٠١٦، ودأبُ مترادفات حزب الحرب/ دولة الأمن القومي/ المؤسسة الحاكمة/ الدولة العميقة على تخريب رئاسة رمزه، دونالد ترامب، وإعاقة إنفاذه نهج الانحسار الكوني الممنهج، والذي شمل في ما شمل دمج اسرائيل والحلفاء العرب في منظومة استراتيجية، بأبعاد عسكرية واقتصادية واستخبارية وخلافه، سبيلاً الى توضيب حال الحوض العربي الاسلامي - الاسلامدار - دون حاجة لانخراط أمريكي مباشر. وبرغم التفارق بين المدرستين في كل شيء إلا أنهما توافقتا على مسألة الحلف الاسرائيلي "العربي"، من باب أنه يؤمّن الامتداد الأمامي للولايات المتحدة - اسرائيل - خير تأمين، سيما والفكرة نبتٌ قديم لدى "المؤسسة"، تبرعم أول ما تبرعم، ربيع عام ١٩٨١، حين أعلن وزير خارجية ريجان، الكسندر هيج، أن الوقت قد أزف لتشييد "إجماع استراتيجي" ضم اسرائيل وعرب أمريكا، بقيادة أمريكية، في وجه الخطرين السوفييتي  والايراني.

ما أعاق هيج عن نيل مناه كان وجود عقبات كؤود أمامه، كالأسد وصدام والقذافي، فاستهلّ حملة تعبيد المسار بتقويض المقاومة الفلسطينية في لبنان بواسطة اسرائيلية، عام ١٩٨٢، وفي وقت كانت فيه الحرب العراقية-الايرانية، المؤجّجة أمريكياً، تأخذ من الصراع العربي الاسرائيلي قوتي العراق وايران.

والحال أن عقود ١٩٩٠-٢٠٢٠ الثلاثة كانت عقود الهيمنة الأمريكية شبه الكاملة على "الحوض"، برغم هزّة ١١ أيلول، وبلغت حدّ غزو العراق واحتلاله، والتفنّن، تلواً، في إيقاد فتنة سنية - شيعية عابرة ل"الحوض" مذّاك؛ ولم يُطفأ سعيرها بعدُ بالتمام. ثم ألحقته بتجويدها انتهاز "الربيع" العربي لصالح مقاصدها في المنطقة، وبتحديدٍ في كل من ليبيا فسوريا.

 

 طوال تلك المدّة، مزجت ايران في سعيها لبناء قوة اقليمية مستقلة الإرادة ومعتدّ بها بين:

1.       التزامها بمقاومات عربية، تعبيراً عن حاجتها أن تكون طرفاً في الصراع ضد اسرائيل، أكان من سبيل تثبيت شرعية أم من فهم سديد لمنطوق الجغراسياسة، مفاده أن قيامة ايران في الاقليم متناسبة عكساً مع فرط قوة اسرائيل فيه.

2.       طويرها لبرنامج نووي، كان عسكري الطابع في البداية والى أن سلّمت المعارضة     الايرانية أسراره لواشنطن وتل أبيب مطالع العشرية الأولى للقرن، ثم اتّخذ لبوساً سلمياً مذّاك تحت عين وبصر الرقابة الدولية، من دون أن يعيقه اللبوس ذاك عن الوصول بإيران إلى العتبة النووية.

3.       "صبر استراتيجي" مديد تحمّلت فيه نظام عقوبات غربي أثخن فيها إيلاماً.

4.       تقاطعات مصالح، تكتيكية الطابع، بينها وبين الغرب كما في حالتي أفغانستان والعراق.

في المقابل، كان الفوات ديدن الرسميات العربية، التابعة لواشنطن منها أم غير التابعة أم تلك التي في منزلة بين المنزلتين، أسّه من أوانٍ مستطرقة:

1.       الوصول بالخصومة مع إيران إلى حدود الصراع المسلح في سوريا واليمن، والفتنة الأهلية في لبنان.

2.       الخروج بالعلاقة مع اسرائيل من قبو الإخفاء إلى سطح التماهي.

3.       الحروب الأهلية المتنقلة، من الجزائر إلى العراق فليبيا فسوريا واليمن فالسودان، مع صراع أهلي تحت - مسلح في مصر، وفتنة جوالة في لبنان وحتى تونس.

4.       الانفجارات الاجتماعية ذات الصلة بتراجع التنمية وتزايد السكان وهجمة الجفاف واتساع الفوارق الطبقية وشيوع الفساد.

5.       والنتيجة الكلية: استفادة اسرائيل حتى الثمالة، بما ملأها طموحاً في تحويل الفوات إلى موات.

تجلّى ذلك في إمعانها ببسط استيطانها الإحلالي في الضفة وحصار غزة وانتهاك الأقصى، متكئة على سلطة محلية حارسة لأمنها، ناهيك بدعم مفتوح من راعيها الأمريكي، راح يسارع في طلب تطبيع عربي شامل مع امتداده في الاقليم، دون اكتراث بصلب القضايا: فلسطين، أرضاً وشعباً. كانت تلك هي أجواء ٦ أكتوبر ٢٠٢٣.

الطوفان:

مقاومة فلسطين، وفي الرأس منها "قسام" حماس، كان لها، عند تلك النقطة من مسار الحوادث، قولٌ آخر قلَب الموائد على رؤوس أصحابها، ابتغاء من تغاضى أو أهمل أو تواطأ في أنها وقضيتها الرقم الاستراتيجي الصعب في المنطقة وأبعد، وأن إشعال الحريق سبيل أوحد لشقّ الطريق نحو إجلاء اسرائيل، احتلالاً واستيطاناً وتبعيةً، عن الضفة الغربية والقدس الشرقية، ورفع الحصار عن غزة، لقاء هدنة طويلة الأمد.

 لم تكن لديها أوهام في يُسر تلك المهمة، لكن نجاحها الباهر في ذلك اليوم المشهود، والذي فاجأها مداه كما فاجأ عدوها والعالم، فاض رد فعله عند اسرائيل عمّا يمكن لأحدٍ، سواء هي أم العالم كله، توقّعه من فجور جنوني وعربدة إبادة جماعية. كان ما فعله السنوار وصحبه يوم 7 أكتوبر أشبه بمن فتح بطن الغرب الجماعي, وصرّته إسرائيل, ولعب بأمعائه/ا شدّاً وإرخاءً.

 لقد وصلت واشنطن الى 7 أكتوبر ومجتمعها يوشك على الانزلاق الى شقاق أهلي محتدم. أوروبا الحليفة تتعرّض الى انكشاف استراتيجي بفعل الرجحان الروسي في الحرب الأوكرانية, معطوفاً على تراجع اقتصاداتها, على خلفية الحرب الاقتصادية الغربية المشنّة على روسيا, وعلى تصاعد قوة اليمين القومي/الشعبوي في دولها. ربيبتها إسرائيل تعيش شرخاً مجتمعياً مُحال التجسير, ويحكمها يمين مسياني قيامي لا يعرف طبيعةً لصراعه مع الشعب الأصلاني سوى صفريته. منافستها الرئيسة الصين تمضي بسرعة الضوء الى تنافسية مكتفية في مجالات التقانة وفي ميدان السلاح. ثم  كلٌ من الصين وايران يساهم في الحرب الأوكرانية عوناً لروسيا. وايران عند العتبة النووية.

لقد بدت كل العقود الخمسة الممتدة منذ هزيمة ٦٧، وما أفرزته من إيكال وظيفة الوكيل الإقليمي الرئيس لإسرائيل، وقد ذرتها الرياح. استدعى الأمر جهداً خارقاً من الغرب الجماعي لتمكين اسرائيل من استئنافها, الوظيفة, والتي كان جهد تأطيرها في منظومة ناتو اسرائيلي-"عربي" جارياً على قدم وساق منذ بروفة مايو 2021 الأخيرة في غزة, وعلى قاعدة تطبيع سعودي - اسرائيلي يتوِّج المسيرة "الابراهيمية".

كان شغلها الشاغل, إثر القارعة, أمران: إيقاف اسرائيل على رجليها بعد أن طوّح بها "القسام" أرضاً لسحابة نهار فارق، وجعَل من جيشها الجيش الذي يهزم، وأفزع مجتمعها متسبّباً له بذهانٍ جماعيٍ ضرب معه رأسه برجليه وصرخ: الثأر التورا/تلمودي ولا شيء سواه.

تبنّت واشنطن الافتتاحية الجوية الإسرائيلية لأسابيع ثلاثة, أُلقيت خلالها أحزمة نار بقوة 40 ألف طن مقذوفات. صار رئيسها ووزراؤها أعضاء في كابينيت الحرب الإسرائيلية, وضباطها مشيرون في غرفة عمليات "تساهل". فُتحت مخازن سلاحها وذخيرتها على مصراعيها لتقيم أوده, وهو الذي لا يستطيع مداومة القتال, دون مدد أمريكي, سوى لعشرين يوم. تجنّدت "لانغلي" وأخواتها لاستخبار ما لزِمه. تقبّلت واشنطن قيام "تساهل" بالهجوم البري, فقطعُ رأس "قسام" حماس أوجب الواجبات عندها, مع تحفّظ لها على مديّاته هنا وهناك, لا بداعي الحرص على حيوات البشر بل لعقم جدواها, من جهة, ولعظَم كلفتها السياسية من جهة أخرى.

شغَل بال واشنطن انتفاع روسيا, بل والصين, من الانشغال المتزايد لها في غرب آسيا جرّاء حدث 7 أكتوبر, سيما في ضوء تعزّز العلاقات الروسية - الايرانية العسكرية على المسرح الأوكراني, وتزايد استهلاك الصين للنفط الايراني.

سعت واشنطن, منذ الدقيقة الأولى, لدرء خطر توسعة نطاق الحرب في غزة الى حرب اقليمية كبرى. وتلاقى سعيها مع تفضيل ايران، غير المتدثّرة بعد بسلاح نووي, له، مستنّة عوَضه اشعال الطوق المحادّ لاسرائيل, من جهة, وطرق الاقتراب اليه, من جهة أخرى, كما تمثّل في جبهة شمالٍ لبنانية مسنِدة, وفي إخراج الملاحة من وصوب إسرائيل, يمنياً, من التداول.

وعليه, فلقد حملت مقاومة غزة, وفي الرأس منها "قسام" حماس, على كتفيها عبء منازلة "تساهل", أكان في تلقّيها ما فاض عن 60 ألف طن مقذوفات أُصلِيتها وشعبها من الجو والبحر والبر, أم في الاشتباك مع قوات الغزو البرية - بقوة 5 فرق – بسبيلي التعرّض المباشر لانتشارها، أو بالخروج الى مطاولتها في إغارات مستنزِفة، ومن مأمن الأنفاق, ولسبعة شهور متصلة في الليل وفي النهار.

وبعد أن أنفق "تساهل" نصف عام ونيّف وهو يبارز في شمال ووسط القطاع بأقصى ما لديه من عدّة وعدد ونار، أشارت عليه واشنطن بالانكفاء والاكتفاء بغارات بؤرية من غلاف القطاع. ما بين ذلك وما بين الفشل في اصطياد قيادة حماس واكتشاف أماكن الرهائن، تصاعدت درجة الذهان المجتمعي في اسرائيل، ممثّلاً بانقسام حاد حول كل شيء, وفي الصُلب مسائل الحرب والسلام. وفوق خيبة أمل واشنطن في "تساهل" فقد انضافت فوقه إعاقة الانقسام الجوّاني في اسرائيل إنفاذ مطلب واشنطن في إزاحة اليمين المتطرف من المشهد والإتيان بيمين وسط يتماشى مع رؤيتها لناتو شرق أوسطي، رؤيةٌ اقتضت مقاربةً للمسألة الفلسطينية, ملؤها السراب؛ أي ما دعي بحل الدولتين.

 

 

ما بعد الطوفان:

خرجت الولايات المتحدة من الطوفان بجملة تحوّلات طالتها وحلفاؤها وخصومها, في آن.

شملت مخرَجات الطوفان المستجدّة:

1.       تراجع الوزن النوعي للولايات المتحدة في عموم, وسواءٌ في صورة تحدٍّ إقليمي كحرب الإسناد اللبنانية – اليمنية, أم في توسيع حلفائها الاقليميين المزمنين لهوامش حركتهم نسبةً لمتنها. اتّساخ قوتها الناعمة, في ضوء شراكتها الراعية لإسرائيل في حملة الإبادة الجماعية, فباتت عصيّة على أفهام ومعَد أي متلقٍّ لدعايتها.

2.       انبعاث انتفاضة طلابية في جامعات النخبة الأمريكية, سرعان ما امتدت الى باقي جامعات الغرب الجماعي, جذّرت اندخال "فلسطين" في الذهن الجمعي الأمريكي/الغربي كإحدى القضايا الفارقة في حياة المجتمع, وعلى خلفية نبذ إسرائيل الربيبة كياناً خارج الناموس.

3.       بدء اعتبار الصهيونية عامياً وباءً انبغى التعافي منه, وحتى بين شرائع متّسعة من اليهود, وعلى الرغم من استمساك النخب الغربية الحاكمة بها بفجور مُهين.

4.       خروج ايران من بيات "الصبر الاستراتيجي", كما مثّلته ليلة 13/14 نيسان.

5.       تلاشي سطوة الردع الإسرائيلية, وانهيار سمعة وسائطه.

6.       استماتة واشنطن في جبه التيار المناوئ لمقاصدها في الإقليم في صورة ناتو إسرائيلي – "عربي" مصحوب بتطبيع شامل طليعته سعودية, وما زالت المحاولة جارية.

7.       توثّب روسيا والصين - وبالذات الأولى الأخبر – لإزاحة الولايات المتحدة من المنطقة, فصعودهما من مرتبة تحت الكوني/فوق الإقليمي الى الكوني بامتياز حتّم توطّد مكانتهما فيه, وبما شمل من دور قابلة سلام عربي – إسرائيلي, يرَون ضرورته.

8.       تردّي أحوال الاقتصاد الإسرائيلي, مُرفقاً بازدياد الهجرة الى الغرب.

9.       انغراس تناذر الدعث في المجتمع الإسرائيلي, كمثال حالات عدم تلبية الاحتياط طلب الالتحاق بالخدمة.

10.   انتعاش الجهادية السلفية من جديد, وكما في كلّ مرّة يكون الغرب الجماعي فيها طليعة محترفي الدوس على الاسلامدار.

11.   تفاقم خشية المَلكيات من سوء أحوال اسرائيل, معطوفاً على ازياد رهابها من ايران, لحدّ الدفاع عسكرياً واستخبارياً عن الأولى وضدّ الثانية, تحت قيادة غربية - أساساً أمريكية -, في موقعة صواريخ نيسان.

12.   مهمٌ الانتباه الى اتّساع الشرخ بين الراعي ونمروده, في ضوء تمرّد الأخير على ضوابط الأول, وحيرة الأخير في كيفية تدبّر إيصال طاقمٍ حاكمٍ يُسلس القياد له.

 من نافلة القول أن علل الإمبراطورية الأمريكية البنيوية, والمتفاعلة على مدى ربع القرن المنصرم, قد تلقّت جرعةً مفاقِمة على يد 7 أكتوبر. تبدّى ذلك في:

1.       انكشافها على مسارح ثلاث في آن: شرق أوروبا وغرب وشرق آسيا.

2.       تقلّص صناعتها العسكرية التقليدية.

3.       تعاظم قدرات الصين وروسيا العسكرية والتقانية.

4.       غوص ذراعها الضارب -"تساهل"- في أوحال غزة, وفشله في ردع مقاومة لبنان, وعجزه عن الدفاع عن سمائه لولا هرع الغرب و"عربه" لإنجاده.

5.       سوء سمعة جارف, نال من قوتها الناعمة, ومن فكرة الصهيونية ذاتها, وأعمل معوله في بنيان السياسية الأمريكية فارضاً على أجندتها فلسطين.

6.       تخلخل محاولتها تخليق ناتو إسرائيلي - "عربي", ورفع كلفته على توّاقيه "العرب".

7.       وأهمّ المهمّ تنفير حجافل من نخب عالم الجنوب – وشطر منها كبيرٌ عربْ – من أساطير الغرب, وبالأخص انعتاقها من التغريبية المركزية؛ والحقّ أن ذلك مفتاح الولوج الى الخلاص من الهيمنة.