بيان صادر عن المؤتمرات الثلاثة: المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الاسلامي والمؤتمر العام للاحزاب العربية
- قرار الجامعة العربية يشكل نكوصاً الى الوراء ويناقض التصريحات التي سبقت القمة
تلقى المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الاسلامي والمؤتمر العام للاحزاب العربية بالصدمة والاستنكار قرار مجلس الجامعة العربية في تكليف مصر والاردن بمفاوضة اولمرت نيابة عن الجامعة العربية حول المبادرة العربية، الامر الذي يعتبر، في هذه المرة، تنازلاً تطبيعياً مجانياً من قبل الجامعة العربية لا جدوى منه، ولا معنى له غير مساعدة اولمرت كما سبق وطلبت كونداليزا رايس في اجتماعها بالرباعية العربية.
هذا القرار يمثل نكوصاً الى الوراء ورهاناً على الحصان الخاسر، ويتناقض مع التصريحات المتواترة قبل القمة التي كانت تؤكد على رفض اعادة النظر في المبادرة، وينبع من ضعف وسؤ تقدير للموقف وموازين القوى، فاولمرت اصبح بطة عرجاء، يعاني سكرات الاستقالة بعد هزيمة جيشه الميدانية في حرب تموز/آب في لبنان، وبعد فشله في تركيع الشعب الفلسطيني تحت الحصار والعدوان العسكري والاغتيالات، ومثله الرئيس الامريكي جورج بوش بعد اخفاقاته "الشرق اوسطية" ولاسيما تفاقم مأزق جيشه امام المقاومة في العراق، فكلاهما آفل لا محالة فمن ذا يراهن على الآفلين؟
لقد كنا في مؤتمراتنا الثلاثة تفاءلنا، مع مغالبة للنفس، بايجابية الخطوات التي سارت عليها السعودية مثل لقاء مكة، ودعم مصر لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والمصالحة السعودية – السورية، ودعم الحوار اللبناني – اللبناني (فشل للاسف)، بل تفاءلنا خيراً حين أشير في اجتماعات القمة العربية في الرياض الى احتلال العراق، والتحذير من مخاطر التدخلات الخارجية، والدعوة الى تصفية الاجواء العربية ورأب الصدوع الداخلية ووأد الفتن لاسيما بين السنة والشيعة، واستعادة الدور العربي من خلال التضامن والتعاون العربيين، ولكن ان يصبح تفعيل المبادرة العربية، بعد قمة الرياض، هو الشغل الشاغل لمجلس الجامعة العربية، فذلك ارتداد الى الخلف بكل المقاييس، ان لم يكن اجهاضاً لكل ما اعتبر خطوات ايجابية.
هذا، واذا كنا، في مؤتمراتنا الثلاثة، الممثلة لقطاع واسع من شعوبنا، لا نحب ان نعقد الامل بايجابية التوجه الجديد الذي اوحت به تلك الخطوات، فاننا نطالبكم بعدم الانجرار، تحت الضغوط او الوهم، وراء عبثية تفعيل المبادرة العربية بدلا من الانكباب على معالجة الاوضاع العربية ونصرة فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان. بل تشديد الخناق والعزلة على اولمرت وبوش بسبب ما ارتكباه من جرائم وما خلفاه من تدهور في الوضع العربي راح يتهدد كل اقطارنا بلا استثناء.
ومن هنا مرة اخرى، ندعو مجلس الجامعة العربية الى التوقف عن هذا المسار الخاطئ والفاشل الذي لا يزيد الوضع العربي الا تدهوراً ويفاقم الهوة بين الانظمة وشعوبها، ويقدم دعماً مجانياً للارهاب الصهيوني، ويشجع التدخلات الخارجية والتمادي في طلب المزيد من التنازلات العربية، ويضيع فرصة سانحة للتقدم وليس للتراجع.
التاريخ: 19/4/2007