المؤتمرات الثلاث؛ المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي - الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية
تدين التهديدات الصهيونية باغتيال السيد حسن نصر الله
ما من حكومة في العالم تجرؤ على أن تتخذ قراراً بارتكاب عملية اغتيال فردي وتعلنه رسمياً، غير حكومة الكيان الصهيوني المدعومة من الإدارة الأمريكية، والمسكوت عنها دولياً، فقد أعلنت صراحة قبل يومين أنّها قررت اغتيال السيد حسن نصر الله قائد المقاومة في لبنان، وأشارت إلى أنّها حاولت اغتياله قبل حرب تموز/يوليو 2006، وفي أثنائها، وهو ما قررته وأعلنته كذلك من قبل بالنسبة إلى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ولرمضان عبد الله أمين عام حركة الجهاد الإسلامي وإسماعيل هنية.
إنَّ الاغتيال الفردي هو أساس تعريف تهمة الإرهاب، ثمّ توسع التعريف ليشمل قتل المدنيين الأبرياء، وإنزال العقوبات الجماعية، كما يحدث الأن في قطاع غزة، ومن هنا انطبقت سمة الإرهاب على حكومات الكيان الصهيوني أكثر من أية حكومة أخرى في العالم، وذلك، هو ما تُعاقب عليه القوانين الدولية وينتهك ميثاق هيئة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد تجرأت حكومة أولمرت، أيضاً، على إعلان قطع الكهرباء والماء ومنع الدواء والغذاء عن قطاع غزة مع غارات بالفانتوم الأمريكي على المدنيين.
إنَّ إعلان قرار حكومة أولمرت السعي لاغتيال السيد حسن نصر الله يجيء في ظلّ اللطمة الموجعة التي وجهها إليها مؤخراً بالكشف عن وجود أشلاء لجنود شاركوا في العدوان على لبنان لدى حزب الله، ولكن أساس القرار فيرجع إلى الدور الكبير الذي لعبته المقاومة الإسلامية بقيادته الحكيمة، والفذة، في مرحلة التسعينيات، وقد انتهت بدحر الاحتلال بلا قيد أو شرط وتحرير جنوب لبنان، كما في حرب تموز/يوليو 2006، حيث خرج الجيش الصهيوني وحكومة أولمرت منها مدحورين يتخبطان خبط عشواء.
لهذا لا عجب أنْ يتميّز قادة الكيان الصهيوني غيظاً من السيد حسن نصر الله والمقاومة في لبنان، كما هو حالهم مع قادة المقاومة في فلسطين، وهنا يجب التذكير أنّ مثل هذا الغيظ هو الذي أدى إلى سلسلة جرائم الاغتيال التي شملت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والقائدين الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي والامناء العامين السيد عباس الموسوي وفتحي الشقاقي وابو علي مصطفى (لحزب الله والجهاد والشعبية على التتالي)، ومن قبلهم القادة كمال عدوان وابو يوسف النجار وكمال ناصر وابو جهاد وابو أياد وابو الهول وماجد أبو شرار إلى جانب العشرات من كبار كوادر المقاومة قديماً وحديثاً.
أما من جهة أخرى فأن قرار السعي لاغتيال السيد حسن نصر الله يدلل، في الآن نفسه على إفلاس حكومة أولمرت وتخبط إدارة بوش، وهو ما تكشفه خطاباتهم مؤخراً من ارتباك وعصبية وفقدان توازن، وذلك بسبب ما جلبته إخفاقاتهما من تغيير في ميزان القوى في غير مصلحتهما.
من هنا فأننا في المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، والمؤتمر القومي - الإسلامي، إذ نرسل بتحياتنا الحارة إلى السيد حسن نصر الله مبتهلين إلى الله تعالى أنْ يحميه، نشدد في استنكارنا للقرار الصهيوني والتواطؤ الأمريكي والصمت الأوروبي ازاءه وتجاهل منظمات حقوق الإنسان العالمية له.
هذا ونتوجه باسم مؤتمراتنا الثلاثة إلى الحكومات العربية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لاستنكار هذه التهديدات بالاغتيال، ونهيب بها بضرورة الوقوف صفاً واحداً ضدّ المخططات الإجرامية التي أخذت تنفذها حكومة أولمرت ممتدة من قطاع غزة إلى لبنان مروراً بالضفة الغربية جنباً إلى جنب مع مثيلاتها المخططات الأمريكية في العراق والسودان والصومال وأفغانستان، هذا ولا حاجة إلى التذكير بأن ضعف المواقف العربية الرسمية من أسباب التمادي في هذه المخططات.
التاريخ: 23/1/2008